ولد في الثاني والعشرون من ذي الحجة سنة 731هـ بدمشق، نشأ في ظل أسرة علمية، وبلغ منزلة عظيمة في العلم والمعرفة، أتاحت له التدريس والخطابة والتأليف وتولى الكثير من المناصب العلمية. آثر منهج السلف على غيره من المناهج، كما هو ظاهر في هذا الشرح الحافل. توفي -رحمه الله- في ذي القعدة من سنة 792هـ، ودفن بسفح قاسيون.

ثانيًا: أهمية الكتاب ومنهجه:

هذا الكاب شرح لعقيدة الإمام أبو جعفر الطحاوي المتوفى سنة 321هـ، ويعتبر مرجعًا عظيمًا من المراجع العقدية لأهل السنة والجماعة، وتظهر الأهمية الكبرى للكتاب في كونه أبان عن عقيدة الإمام أبي حنيفة -رحمه الله تعالى، وأنها موافقة لما كان عليه السلف في باب الاعتقاد إلا في بعض مسائل الإيمان، فظهر بذلك خطأ ما أثير من شبهات حول معتقده -رحمه الله.

وقد نهج صاحب الكتاب منهجًا أثريًا يعتمد في إثبات قضاياه العقدية على كتاب الله وسة رسوله -صلى الله عليه وسلم بأسلوب سهل، وألفاظ واضحة لا تعقيد فيها.

وحاول المؤلف -رحمه الله- أن يستوعب الأقوال في كل مسألة من المسائل التي تعرض لها، وعمل على تفنيدها، وبيان ما يقبل منها وما يرد، وذلك حسب موافقتها أو مخالفتها للكتاب والسنة، وما ورد عن السلف.

ويؤخذ على الكتاب أنه غير مرتب تبعًا لأصله، وقد يوجد الموضوع الواحد في أكثر من موضوع، مما قد يصعب على القارئ أن يستوعب مادته بشكل متكامل، وقد ظهرت محاولات معاصرة لاختصار الكتاب، وإعادة ترتيبه لتعظم فائدته، ويسهل تناوله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015