وكان شيخ الإسلام قد ورد إليه سؤال من مدينة حماه عما يجب الإيمان به من صفات الله الثابتة في كتابه الحكيم، وصحيح سنة رسوله الكريم -كالاستواء على العرش، والعلو، والنزول إلى السماء الدنيا وغير ذلك هل هي على ظاهرها أم لا بد من تأويلها؟
فأجاب بما أجاب به الإمام مالك بن أنس وشيخه ربيعة بن عبد الرحمن، وهو أن: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة"، وأن هذا ما كان عليه الأئمة المتبوعون والصحابة قبلهم والتابعون، فهاج القائلون بالتأويل على هذه الفتوى.
فرأي شيخ الإسلام أن يزيد هذا التحقيق بيانًا، فأضاف إلى الفتوى نصوصًا عظيمة عن أعلام العلماء من أتباع المذاهب الأربعة والصوفية، كأقوال ابن أبي زمنين الأندلسي المالكي، وابن خفيف الشيرازي الشافعي الصوفي، وعمرو بن عثمان المكي الصوفي وغيرهم، فانتشرت الفتوى بعد هذه الزيادات انتشارًا عظيمًا، وسميت الفتوى الحموية الكبرى، لتتميز عن أختها السابقة التي عرفت فيما بعد باسم الفتوى الحموية الصغرى.
ثالثًا: محتويات الكتاب:
تدور مباحث الكتاب حول ما يجب من الإيمان بصفات الله تعالى الثابتة في الكتاب والسنة كالاستواء والعلو، والنزول إلى سماء الدنيا.. وإقرار منهج أهل السنة في باب الصفات، والرد على مخالفيهم وبيان خطأهم.
رابعًا: طبعات الكتاب:
طبع هذا الكتاب بالمطبعة السلفية بالقاهرة عام 1398هـ.