ثانيًا: أهمية الكتاب ومنهجه:
يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب المصنفة في العقيدة عند أهل السنة والجماعة، وقل أن نجد مصنفًا بعده لا يستفيد منه أو يشير إليه.
ذكر المؤلف -رحمه الله- منهجه في مقدمة الكتاب، وبين الطريقة التي سيتبعها في التأليف وهي:
1- أنه لم يبدأ في تأليف هذا الكتاب حتى تصفح عامة كتب الأئمة الماضين، وعرف مذاهبهم ومناهجهم، ولم يأل جهدًا في تصنيفه.
2- أنه فصل المسائل الخلافية وبين المحدث لكل مسألة، والفترة الزمنية التي أحدثت فيها.
3- الاستدلال على صحة مذهب أهل السنة بالقرآن الكريم، فإن لم يجد فمن السنة، فإن لم يجد فيهما ولا في أحدهما استشهد بقول الصحابة -رضي الله عنهم- فإن لم يجد عنهم فعن التابعين لهم بإحسان.
4- ثم أخبر أنه لم يسلك فيه طريق التعصب على أحد من الناس.
هذا هو المنهج المكتوب، وهناك جانب آخر منه اتبعه المؤلف، ولم يذكره وهو:
1- أن المؤلف اهتم بالجمع فقط من غير تمحيص للأحاديث، والآثار التي أوردها.
2- المؤلف يعرض الاعتقاد، ثم يذكر أدلته سردًا من غير تعليق أو شرح، ولعل المؤلف -رحمه الله- معذور في ذلك لكثرة النصوص الواردة إذ لو اتبع هذا المنهج لتضخم الكتاب إلى أكبر من حجمه.
3- المؤلف لم يذكر المذاهب المخالفة في المسألة التي يوردها إلا في أماكن قليلة جدًا كما في مسألة: "الاسم والمسمى"، ونحوه.