لا يستوي وغبار خيل الله في أنف
امرئ ودخان نار تلهب1
هذا كتاب الله ينطق بيننا
ليس الشهيد بميت لا يكذب
ولما وصل كتابه إلى الفضيل في الحرم المكي، قرأه وبكى، ثمّ قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح. والأبيات تصور حياة طرسوس المجاهدة أجمل تصوير. وسمع بعضهم ابن المبارك وهوينشد على سورطرسوس2:
ومن البلاء وللبلاء علامة
أن لا يرى لك عن هواك نزوع
العبد عبد النفس في شهواتها
والحرّ يشبع مرة ويجوع
وقدم طرسوس علي بن عثام العامري الكوفي نزيل نيسابور، وخرج من نيسابور عام 225 هـ، وحج، وذهب إلى طرسوس، فأقام بها وتوفى بها مرابطاً3.
وقدمها وكيع بن الجراح- أبو سفيان الرؤاسي الكوفي، وحسن أخو زيدان4. ومحمد بن أحمد بن الريحاني البغدادي، وسكن طرسوس5. وسماك بن عبد الصمد الأنصاري في عام 282 هـ6.
ونزلها للغزو أحمد بن سعيد أبو الحسن الصولي ومات بها7. وأحمد بن محمد الضراب الدينوري8، والمحدث أحمد بن محمد بن أبي عثمان الغازي، خرج إليها غازيا ومات بها9 وأبو الخير التيناتي الأقطع- ويقال اسمه حماد، سكن تينات من أعمال حلب، وسكن جبل لبنان مدة، ثم سكن ثغر طرسوس وجاهد هناك10. وابن الحيري الحافظ أبوسعيد أحمد بن أبي بكر النيسابوري الشهيد، استشهد بطرسوس عام 353 هـ، وله خمس وستون سنة11.