صَنَعَ أَسَدٌ، وَحَكَى عَنْ أَسَدٍ نَحْوًا مِنْ حِكَايَةِ جَبَلَةَ بْنِ حَمُّودٍ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَقَالَ لِي ابْنُ سَمَاعَةَ، قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ الْفَرَّاءِ: أَتَقُولُ فِي السَّمَاعِ مِنْ أَسَدٍ إِذْ لَمْ تُكْثِرْ؟ فَقَالَ: كَانَ ثَوْرًا لأَنَّهُ خَالَفَ رَأْيَهُ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَقَدْ كَانَ زِيَادَةُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَغْلَبِ وَلَّى أَسَدَ بْنَ الْفُرَاتِ عَلَى الْجَيْشِ الَّذِي وَجَّهَهُ إِلَى صَقَلِيَّةَ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَرِهَ عُلَمَاءَ إِفْرِيقِيَّةَ غَزْوَ صَقَلِّيَّةَ، لِعَهْدٍ كَانَ لَهُمْ قَدِيمًا لا أَسَدًا، فَخَرَجَ أَسَدٌ عَلَى الْجَيْشِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشَرَ وَمِائَتَيْنِ، فَمَاتَ بِصَقَلِّيَّةَ وَلَمْ يَسْتَكْمِلْ فَتْحَهَا، فَافْتَتَحَهَا بَعْدَهُ ابْنُ فَرْهَبٍ، وَكَانَتْ وَفَاةُ أَسَدٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَقَدِمَ أَسَدٌ مِنَ الْمَشْرِقِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
كَذَلِكَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَمِنَ الْقَادِمِينَ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، سَمِعَ مِنْهُ دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَلَقَدْ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ الْحَدِيثَ سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ مِنْ كَامِلِ بْنِ طَلْحَةَ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَقَدِمَ كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْمَغْرِبَ فَسَمِعَ مِنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الْصَمَدِ، صَاحِبُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.