مُحَمَّدٍ، هَذِهِ كُتُبُكَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ وَهْبٍ: صَحَّحْتَ وَقَابَلْتَ؟ فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَحَدِّثْ بِهَا، فَقَدْ أَجَزْتُهَا لَكَ، فَإِنِّي حَضَرْتُ مَالِكًا وَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ.
قَالَ بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , فَكِتَابُ (الأَهْوَالِ) سَمِعْتَهُ مِنَ ابْنِ وَهْبٍ؟ فَقَالَ: لا، حَدَّثَنِي بِهِ رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ: مُوسَى بْنُ مُنِيرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَمُوسَى بْنُ مُنِيرٍ، مِنْ أَهْلِ الأَنْدَلُسِ، وَكَانَ الَّذِي صَلَّى عَلَى عَوْنٍ سُحْنُونٌ، وَدُفِنَ بِبَابِ نَافِعٍ، مَنَاقِبُهُ كَثِيرَةٌ اخْتَصَرْنَاهَا لِئَلا تَطُولَ.
وَمُوسَى بْنُ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: أَبُو جَعْفَرٍ مُوسَى بْنُ مُعَاوِيَةَ الصُّمَادِحِيُّ، مَوْلَى جَعْفَرٍ الطَّيَّارِ، كَانَ ثِقَةً، مَأْمُونًا، عَالِمًا بِالْحَدِيثِ، كَثِيرَ الأَخْذِ عَنِ الرِّجَالِ الْمَدَنِيِّينَ، وَالْكُوفِيِّينَ، وَالْبَصْرِيِّينَ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الأَمْصَارِ، يَطُولُ بِذِكْرِهِمُ الْكِتَابُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ: رَحَلَ مُوسَى فِي طَلَبِ الْعِلْمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَأَظُنُّهُ قَدِمَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ، ثُمَّ عَمِيَ بَعْدَ قُدُومِهِ بِيَسِيرٍ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سُحْنُونٍ فِي الْمَوْلِدِ لَيْلَةٌ، هَكَذَا قَالَ حَمْدِيسٌ الْقَطَّانُ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: فَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ فَقَالَ لِي: مُوسَى، وَسُحْنُونٌ، وَدَاوُدُ بْنُ يَحْيَى، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ صَاحِبِهِ بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ.