وَمِنْهُم القَاضِي الْعَالم الصَّالح وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد النحواني كَانَ إِمَامًا مبرزا متضلعا من الْعُلُوم النافعة أصل بَلَده وصاب فَخرج مِنْهَا لطلب الْعلم الشريف فَقَرَأَ على الْفُقَهَاء بالحرف من نواحي وصاب على الْفَقِيه داؤد بن عبد الله الْحرَازِي التَّنْبِيه والفرائض ثمَّ ارتحل إِلَى شنين من نَاحيَة السحول فَقَرَأَ على الإِمَام رَضِي الدّين الشنيني الأصبحي كتاب الْمُهَذّب والوسيط وَالْوَجِيز وَالْبَيَان وَجُمْلَة من كتب الحَدِيث ثمَّ ارتحل إِلَى تعز فَقَرَأَ على الْفَقِيه وجيه الدّين الزوقري والفقيه رَضِي الدّين ابْن الْخياط فِي الْفِقْه وَقَرَأَ بِالْحَدِيثِ على الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي وعَلى الإِمَام مجد الدّين الشِّيرَازِيّ ثمَّ قَرَأَ بِذِي السفال على الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الله بن صَالح وبمدينة إب على الْفَقِيه صفي الدّين أَحْمد بن حسن البريهي ثمَّ استدعي للتدريس بِالْمَدْرَسَةِ السيفية بذبحان وعمره حِينَئِذٍ إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة فَأَقَامَ بهَا ودرس قدر سنة ثمَّ رَجَعَ إِلَى تعز فَوَافَقَ ذَلِك وَفَاة القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن أبي الرخَاء فاستدعي للْقَضَاء بِمَدِينَة ذِي جبلة ووقف بهَا مُدَّة ثمَّ استدعي للْقَضَاء فِي الْجند وأعمالها وَلم يزل يتَرَدَّد من ذِي جبلة إِلَى الْجند وَيحكم بهما إِلَى أَن اتّفق تَمام الزِّيَادَة الفرحانية بِجَامِع ذِي عدينة فأضيف إِلَيْهِ التدريس وَالْخطْبَة مَعَ استقامته بتدريس الحَدِيث النَّبَوِيّ فِي الْجَامِع الْمَذْكُور وَقد اسْتمرّ أَيْضا بِالْقضَاءِ بجهات الدملوة والجؤة وأضيف إِلَيْهِ أَمر الْأَوْقَاف هُنَالك فَلَمَّا اشْتهر وَكَثُرت عَلَيْهِ الْأَعْمَال زهد بِقَضَاء الدملوة ونواحيها للْقَاضِي صارم الدّين داؤد بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي من فُقَهَاء المقروضة من نواحي بعدان ثمَّ حصل للْقَاضِي وجيه الدّين معاندة من بعض أهل الْأَمر بِتِلْكَ الْجِهَات فَتقدم إِلَى مَدِينَة إب باستدعاء من الشَّيْخ جمال الدّين الْجلَال بن