وَذَلِكَ مِمَّن اشْتهر بِالْعلمِ وَالصَّلَاح فِي المئة التَّاسِعَة
وَقد ذكر الجندي من اشْتهر مِنْهُم من الْعلمَاء والصلحاء قَدِيما كَالْإِمَامِ أَحْمد بن مُحَمَّد سيف السّنة وَالشَّيْخ حسام الدّين بن الْوَلِيد وَصَاحب الحرورة الشَّيْخ عَليّ بن عمر وَذكر ابْن الْعم القَاضِي الْعَالم أَحْمد بن أبي بكر البريهي من كَانَ بعدهمْ إِلَى التَّارِيخ الْمَذْكُور فِي مُصَنف سَمَّاهُ الْفَوَائِد فِي زِيَارَة الْمشَاهد وتممه بِذكر من سَيَأْتِي ذكرهم
فَمنهمْ القَاضِي الصَّالح عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الصَّمد بن مُحَمَّد التباعي كَانَ رجلا صَالحا عَاملا تولى الْقَضَاء بِمَدِينَة إب سِنِين كَثِيرَة فَسَار فيهم سيرة مرضية وَكَانَ حسن المجالسة أفنى مَاله باصطناع الْمَعْرُوف انزوت عَنهُ الدُّنْيَا فِي آخر عمره وَهُوَ يظْهر التجمل مَعَ عفاف عَن أَمْوَال النَّاس قَالَ من حقق حَاله إِنَّه من الَّذين قَالَ الله فيهم {يَحْسبهُم الْجَاهِل أَغْنِيَاء من التعفف} وكما قَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ كَانَ شَدِيدا من غير عنف لينًا من غير ضعف مَعَ تواضع وورع وَحسن حَال وَفد إِلَى الْبَلَد وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة تسع عشرَة وثمانمئة وقبر بتربة سيف السّنة بالمقبرة الجديدة مِنْهَا وَرَأى لَهُ بعض الأخيار بعد وَفَاته عينا تجْرِي إِلَى قَبره
وَمِنْهُم الْفَقِيه الصَّالح رَضِي الدّين أَبُو بكر بن حُسَيْن الْمُؤَذّن كَانَ رجلا فَاضلا