يرجِعوا عَن ذَلِك وَحضر قبرانه مُعظم أهل الْبَلَد وواليها الشَّيْخ عَليّ بن الحسام فساعدهم على قبرانه فِي الْمَسْجِد فقبر بِهِ فهم يفزعون إِلَى قَبره عِنْد الْمُهِمَّات فيرون نجح مقاصدهم
وَمِنْهُم القَاضِي صفي الدّين أَحْمد بن عَليّ بن حَامِد قَرَأَ على جمَاعَة من الْعلمَاء فأجازوا وَتَوَلَّى الْقَضَاء بالشوافي وَسَار فيهم سيرة حَسَنَة ورزق أَوْلَادًا كثيرين نَحْو أَرْبَعَة عشر ولدا توفوا قبله إِلَّا وَاحِدًا فَإِن الله متعهُ بِهِ فَصَبر عِنْد وَفَاة أَوْلَاده واحتسب وَهُوَ يُسمى إِبْرَاهِيم قَرَأَ بالفقه على الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاهِلِي واجتهد بذلك وَأَجَازَ لَهُ وزوجه ابْنَته وَظَهَرت لَهُ نجابة وَحسن حَال وناب لوالده بِولَايَة الْقَضَاء فِي بعض الشوافي وَتُوفِّي هُوَ ووالده بالفناء الْأَكْبَر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رحمهمَا الله تَعَالَى
وَمن الْمُتَقَدّم وَفَاته وأغفله المؤرخون الشَّيْخ الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن بشر بن مطرف الْهَمدَانِي من هبرة وَهِي قَرْيَة بِالْبَلَدِ الْعليا
حُكيَ عَن هَذَا الشَّيْخ أَنه كَانَ من تلامذة الشَّيْخ أبي الْغَيْث بن جميل فانتسب إِلَيْهِ هُوَ وَذريته من بعده وَذَلِكَ من أجل تحكمه على يَده لانسب ولادَة فاضت على هَذَا الشَّيْخ بَرَكَات الشَّيْخ أبي الْغَيْث وَظَهَرت لَهُ الكرامات واشتهر بالصلاح وانقادت لَهُ الرؤساء فسكن الْمَكَان الْمُسَمّى المعاين والقرية الَّتِي فَوْقه الْمُسَمَّاة ابلان وهما بَين جبل بعدان وجبل الشوافي