لَهُ وودعه ثمَّ سَار قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ العَبْد لسَيِّده أعتقني أعتقك الله من النَّار وَقد كَانَ سَيّده أعْتقهُ عِنْد وداعه وَلم يعلم بذلك العَبْد وَحكي عَن العَبْد أُمُور تدل على خَيره فَعلم بذلك استجابة الدُّعَاء الَّذِي دَعَا بِهِ القَاضِي عفيف الدّين الْمَذْكُور
ثمَّ إِنَّه نَشأ لهَذَا القَاضِي أَوْلَاد اجتهدوا بِطَلَب الْعلم ولزموا وَظِيفَة والدهم بالتدريس وَالْفَتْوَى
وَكَانَ أنجبهم عفيف الدّين عبد الله ولي الْقَضَاء بِتِلْكَ الْجِهَات واشتهر بِحسن السِّيرَة وَتُوفِّي قريب آخر المئة الثَّامِنَة رَحمَه الله
وَآخرهمْ عبد الرَّحْمَن أخْبرت أَنه من الصَّالِحين وَأَنه امْتنع من ولَايَة الْقَضَاء وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي وَله ذُرِّيَّة اشتهروا بِالْعبَادَة مِنْهُم ولد وَلَده اسْمه عَليّ أخْبرت أَنه من الْعلمَاء الصَّالِحين وَأَنه امْتنع من ولَايَة الْقَضَاء واشتهرت لَهُ أَحْوَال حَسَنَة تدل على خَيره
وللفقيه عفيف الدّين أَوْلَاد نجباء أحدهم الْفَقِيه شهَاب أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْأَكْبَر كَانَ من الْعلمَاء الصَّالِحين وَسكن مَدِينَة إب وَقد ذكره الْفَقِيه صفي الدّين أَحْمد بن أبي بكر البريهي بتاريخه الْمُسَمّى الْفَوَائِد فِي زِيَارَة الْمشَاهد
وَالثَّانِي الْفَقِيه شمس الدّين عَليّ بن عبد الله بن عبد الْأَكْبَر قَرَأَ بالفقه على القَاضِي صفي الدّين أَحْمد بن أبي بكر البريهي وعَلى الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاهِلِي بِمَدِينَة إب ثمَّ انْتقل إِلَى السهولة فَأَقَامَ بهَا يدرس ويفتي
وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه أَحْمد قد قَارب الِاحْتِلَام فَزَالَ عقله فَمَاتَ ذَلِك الْوَلَد فدفنه وَالِده عِنْد أَهله وَكَانَ يزوره فجَاء رجل ليزور الْقُبُور فَسمع الْفَقِيه شمس الدّين يتَكَلَّم وَولده يجِيبه من الْقَبْر فَعلم النَّاس بذلك فَلَمَّا علم الْفَقِيه شمس الدّين بِهَذَا