مُحَمَّد بن عمر بن سعيد بن إِبْرَاهِيم الإبراهيمي الكولاني قَرَأَ فِي الْفِقْه والْحَدِيث النَّبَوِيّ على الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الْخياط الْأَكْبَر وعَلى الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الْكَاهِلِي وعَلى غَيرهمَا وأجازوا لَهُ فاستدعاه الشَّيْخ عَليّ بن الحسام إِلَى الشوافي فَأحْسن إِلَيْهِ وأقامه بِالْمَدْرَسَةِ بالدنوة يدرس فِيهَا وَبَقِي يتَرَدَّد إِلَى الشَّيْخ عَليّ بن الحسام للشفاعة وَغَيرهَا للنَّاس وَكَانَ مُطَاع الْكَلِمَة مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة وَعَلِيهِ عَلامَة الْخَيْر وَالصَّلَاح توفّي من ألم الطَّاعُون بِسنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمِمَّنْ اختصر الجندي ذكره الإِمَام الْعَلامَة عفيف الدّين عبد الْأَكْبَر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجُنَيْد وَقد أثنى عَلَيْهِ الإِمَام جمال الدّين بن الْخياط فَقَالَ كَانَ الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الْأَكْبَر عَالما عابدا زاهدا ورعا حسن السِّيرَة ولي قَضَاء الشوافي مُدَّة وَسكن قَرْيَة السهولة ثمَّ ولي الْقَضَاء بِمَدِينَة تعز وَبَقِي بهَا مُدَّة ثمَّ ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر من قبل الْمُجَاهِد وَحسنت سيرته وَكَانَ لَهُ فهم جيد وَحسن نظر وسياسة فِي الْأَحْكَام يعجز عَنْهَا غَيره ثمَّ توفّي بالسهولة سنة أَربع وَخمسين وسبعمئة انْتهى كَلَام ابْن الْخياط
قلت وأخبرت أَن مُدَّة ولَايَته للْقَضَاء الْأَكْبَر سنتَانِ جعل لَهُ السُّلْطَان فِيهَا جامكية فِي كل يَوْم خَمْسَة عشر دِينَارا فَلَمَّا عزل كتب إِلَى السُّلْطَان إِنِّي لم أَقبض الجامكية مُدَّة ولايتي فَخذهَا مِمَّن هِيَ فِي يَده فَلَا حَاجَة لي بهَا فَلَمَّا امْتنع من قبضهَا أَخذهَا السُّلْطَان وَرجع القَاضِي إِلَى بَلَده إِلَى السهولة فَدَعَا الله أَن يرزقه عبدا صَالحا فيسره الله تَعَالَى لَهُ فخدمه ذَلِك العَبْد ثمَّ أَسْتَأْذن العَبْد سَيّده فِي السّفر فَأذن