جزيل فعمر بِهِ رِبَاطًا بِمصْر ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى دمشق فأعمر بهَا رِبَاطًا أَيْضا وَهُوَ مَعَ ذَلِك جَامع بَين طريقي الشَّرِيعَة والحقيقة وَأَنه توفّي بِدِمَشْق بعد سنة عشْرين وثمانمئة وَأما أشعاره فَهِيَ كَثِيرَة ذكرت مِنْهَا فِي الأَصْل جملَة مِمَّا يتَعَلَّق بالغزل ومدح السَّادة الصُّوفِيَّة وألغاز تدل على فَضله رَحمَه الله ونفع بِهِ وَرَأى لَهُ بعض الْفُضَلَاء مناما عجيبا وَأخْبرهُ بِهِ فَأتى بقصيدة طَوِيلَة فِيهَا مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي مخمسة مَذْكُورَة فِي الأَصْل أَيْضا

وَمِنْهُم الشَّيْخ الْفَقِيه الْعَلامَة أَبُو الْفَتْح بن الشَّيْخ زين الدّين المراغي الْمدنِي وَفد إِلَى الْيمن بعد سنة عشر وثمانمئة بأيام السُّلْطَان النَّاصِر فَأحْسن إِلَيْهِ وقلده بِمَا يحِق لَهُ فوصل إِلَيْهِ الطّلبَة للْعلم الشريف وقرؤوا عَلَيْهِ وَأخْبرهمْ بمشايخه وَأَن مِنْهُم ابْن حجر وَصَالح البُلْقِينِيّ وَإنَّهُ صنف شرحا للمنهاج سَمَّاهُ المشرع الروي فِي شرح منهاج النَّوَوِيّ فِي أَرْبَعَة مجلدات وَكَانَت إِقَامَته بِمَدِينَة زبيد ثمَّ مَدِينَة تعز فَوقف بهما أَيَّامًا ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده ثمَّ استوطن مَكَّة المشرفة وَبهَا كَانَت وَفَاته رَحمَه الله تَعَالَى

وَمِنْهُم الإِمَام الْعَلامَة شمس الدّين عَليّ بن إلْيَاس الْحَمَوِيّ وَفد إِلَى الْيمن سنة سبع وَتِسْعين وسبعمئة وَكَانَ لَهُ الباع الأطول فِي الْعُلُوم كلهَا وَغلب عَلَيْهِ معرفَة فن الْأَدَب حَتَّى كَانَ ينشىء الرسائل والمناشير وَالنّظم ارتجالا ويسردها من غير تلعثم ويكتبها كَمَا يكْتب غَيره النثر سَرِيعا واشتهر غَايَة الشُّهْرَة فأقامه سُلْطَان الْوَقْت بِأَسْبَاب كَثِيرَة مِنْهَا الْمدرسَة المعتبية وَمِنْهَا خطابة الْجَامِع بِذِي عدينة وَكَانَ واعظا ترق الأفئدة لوعظه وتسكب الدُّمُوع من حسن لَفظه وَكَانَ قد ينشىء الْخطْبَة ارتجالا فَوق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015