أَحْمد بن أبي طَالب بن أبي النعم الحجار الصَّالِحِي عرف بِابْن الشّحْنَة وَقد أجمع كل من رَآهُ على غزارة علمه بتحقيق علم الحَدِيث النَّبَوِيّ وعلو سَنَده وشدت إِلَيْهِ الرّحال من أَمَاكِن شَتَّى فأفادهم غرر الْفَوَائِد واشتهر غَايَة الشُّهْرَة وَكَانَ باذلا نَفسه للطلبة ثمَّ ارتحل إِلَى مَكَّة المشرفة وَلم أتحقق مَكَان وَلَا مَتى توفّي رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْمُفَسّر الْمُحدث الرّحال شهَاب الدّين أَحْمد بن عمر الْأنْصَارِيّ الشاذلي الْمَشْهُور بالشاب التائب وَفد إِلَى الْيمن وَوعظ وَفسّر الْقُرْآن الْعَظِيم بِجَامِع الأشاعر بِمَدِينَة زبيد وَصَحب السَّادة الأكابر من الصُّوفِيَّة كالشيخ شمس الدّين عَليّ الْقرشِي وَالشَّيْخ أَحْمد الرداد وأكرمه السُّلْطَان وأضاف إِلَيْهِ الخطابة بِجَامِع زبيد فجلا صدأ الصُّدُور بوعظه وأزال درن الْقُلُوب بجواهر لَفظه وَبَقِي على ذَلِك مُدَّة وَبَقِي يتنقل فِي مدن الْيمن من مَدِينَة إِلَى مَدِينَة وَاتفقَ لَهُ مَعَ فُقَهَاء مَدِينَة زبيد وفقهاء مَدِينَة تعز خوض وَبحث فِي مسَائِل يطول ذكر مَا اتّفق فِيهَا
وَلما دخل مَدِينَة إب سنة عشر وثمانمئة وعظ فِيهَا وَفسّر قَوْله تَعَالَى {إِن الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ} الْآيَة من بعد صَلَاة الْجُمُعَة إِلَى أَذَان الْعَصْر عَن ظهر قلب بِكَلَام حير فِيهِ الْأَلْبَاب وابدى فِيهِ الْعجب العجاب أحلى من الشهد وأشهى من الْعَافِيَة شوق فِيهِ النُّفُوس إِلَى الْجِهَاد بِمَا أورد فِيهِ من الْآيَات الشَّرِيفَة وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة وأقوال الْعلمَاء من الْعباد وَالْعُلَمَاء والزهاد وأرباب الْقُلُوب ثمَّ ارتحل من مَدِينَة إب إِلَى المخا وَأقَام عِنْد الشَّيْخ الْوَلِيّ شمس الدّين الْقرشِي أَيَّامًا وَأثْنى عَلَيْهِ ومدحه نظما ونثرا ثمَّ انْتقل إِلَى مَكَّة المشرفة فَأَقَامَ بِالْحرم الْمَكِّيّ الشريف يعظ ويفسر ويفيد فعكف عَلَيْهِ طلبة الْعلم الشريف هُنَالك فازداد شهرة وَعظم قدره وأخبرت أَنه ارتحل مِنْهَا إِلَى مصر وَأقَام بهَا فرزق الحظوة عِنْد أَهلهَا وَاجْتمعَ مَعَه مَال