فَمنهمْ سيدنَا الشريف الحسيب النسيب الطَّاهِر الأرومة الطّيب الخؤولة والعمومة شمس الدّين عَليّ بن الشريف ركن الدّين مَحْمُود الْمُتَّصِل نسبه بالشريف محيي الدّين عبد الْقَادِر الجيلاني الثَّابِت النّسَب إِلَى سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفد إِلَى الْيمن سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسبعمئة فَدخل المدن الْكِبَار ومدينة إب واختبر فَوجدَ لَهُ الباع الأطول فِي عُلُوم الْمُعَامَلَة بِمَا يشْهد أَنه قطب الْوُجُود وبركة كل مَوْجُود عَلَيْهِ سِيمَا الصَّالِحين فقصد من أقْصَى نواحي الْيمن للزيارة وَطلب الإفادة وألبس جمَاعَة من الأكابر الْخِرْقَة الَّتِي يستعملها الصُّوفِيَّة على قواعدهم الْمَعْرُوفَة وَجعل لذَلِك سندا ذكرته فِي الأَصْل وَكَانَ وقُوف هَذَا السَّيِّد الشريف الْعَالم بِمَدِينَة إب نَحْو شهر مكرما ثمَّ سَافر مِنْهَا والقلوب مَعَه نفع الله بِهِ وَأعَاد على الكافة من بركته
وَمِنْهُم الإِمَام الْعَلامَة عُمْدَة الْمُحدثين وقدوة الْمُحَقِّقين حَافظ الْعَصْر ونادرة الدَّهْر شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ بن حجر الْعَسْقَلَانِي الْكِنَانِي الشَّافِعِي برع بِجَمِيعِ الْعُلُوم وشفى الصُّدُور من الكلوم قد تقدم شَهَادَة الشَّيْخ مجد الدّين وَغَيره لَهُ بالتقدم على أقرانه وَذَلِكَ مِمَّا لَا يخْتَلف فِيهِ اثْنَان مَعَ شهرته الَّتِي قَامَت مقَام العيان فَلَمَّا وَفد هَذَا الإِمَام صُحْبَة أَمِين الدّين مُفْلِح بن عبد الله تَاجر السُّلْطَان النَّاصِر فِي أول