وَعشْرين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى

وَخَلفه من بعده وَلَده الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين عِيسَى نَشأ على سيرة شَيْخه ووالده الشَّيْخ الْغَزالِيّ فِي الْعِبَادَة وَالِاجْتِهَاد بِأَفْعَال الْخَيْر مَقْصُودا للمهمات وتقضى على يَدَيْهِ الْحَاجَات وَكَانَ يزور قبر وَالِده كل يَوْم هُوَ وَجَمَاعَة من أَصْحَابه فيشرعون بِقِرَاءَة ختمة شريفة فَلَا يقومُونَ حَتَّى يختموها ثمَّ يدعونَ الله تَعَالَى ثمَّ يَنْصَرِفُونَ وَلم يزل الشَّيْخ عِيسَى على الطَّرِيقَة المحمودة إِلَى أَن توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى بعد أَن ظَهرت لَهُ كرامات وَقد حُكيَ عَنهُ كرامات بعد مَوته وَكَانَت وَفَاته سنة سبع وَأَرْبَعين وثمانمئة وقبر بالقبة الَّتِي دفن فِيهَا وَالِده رحمهمَا الله تَعَالَى

وَمِنْهُم أَخُوهُ الشَّيْخ عفيف الدّين عبد اللَّطِيف بن الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد الْغَزالِيّ الْمُقدم الذّكر كَانَ مشاركا بِشَيْء من الْعُلُوم ملازما لطريقة الصُّوفِيَّة يغلب عَلَيْهِ الِاجْتِهَاد بِالْعبَادَة ورزق ارْتِفَاع الْمَكَان عِنْد السُّلْطَان الْمَنْصُور الرسولي فَلَمَّا مَاتَ الْمَنْصُور أخمل وَكَانَت الرِّئَاسَة لِأَخِيهِ الشَّيْخ عِيسَى الْمُقدم الذّكر ثمَّ سَافر الشَّيْخ عبد اللَّطِيف إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَدِينَة زبيد وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي سنة خمسين وثمانمئة

وَكَانَ لَهُ شعر جيد مِنْهُ مَا قَالَه لما رأى الْكَعْبَة المشرفة

(يَا طَالب الْمَعْرُوف من ينبوعه ... أبشر فقد أدْركْت لَك طلاب)

(أَتعبت نَفسك طَالبا متماديا ... رزقا فهذي كعبة الطلاب)

(من حَيْثُ جِئْت فول وَجهك شطرها ... متمسكا بالستر والأهداب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015