عمرا طَويلا حَتَّى نَيف على الثَّمَانِينَ من مولده ثمَّ توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمِنْهُم ذُرِّيَّة الشَّيْخ الهتار نفع الله بِهِ فقد ذكر المؤرخون جدهم وَأَنه مقبور فِي التريبة هُوَ وَجَمَاعَة من أَوْلَاده وَأَوْلَاد أَوْلَاده وأثنوا على من يسْتَحق الثَّنَاء مِنْهُم ثَنَاء مرضيا وأرخوا وَقت وفاتهم
وَأما الَّذين توفوا بِمَدِينَة زبيد فأشهرهم الشَّيْخ الصَّالح طَلْحَة وَقد ذَكرُوهُ أَيْضا وأثنوا عَلَيْهِ وأرخوا وَقت وَفَاته سنة ثَمَانِينَ وسبعمئة
واشتهر من أَوْلَاده الشَّيْخ الْوَلِيّ الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد الْغَزالِيّ بن طَلْحَة الْمُقدم الذّكر كَانَ زاهدا عابدا لَهُ الْقدَم الراسخة فِي التَّمَكُّن من المعارف شرب مِنْهَا الكأس الإوفى وَالْمشْرَب الأصفى دأبه ذكر الله تَعَالَى والتلاوة ومطالعة الْكتب الزهدية وَالْعُزْلَة عَن النَّاس فِي مُعظم الْأَوْقَات وَقد مدحه الإِمَام الدماميني ببيتين من الشّعْر فأودعهما نوعا من البديع فَقَالَ
(شيخ روى عَن طَلْحَة حبر التقى ... وَله اسانيد بِذَاكَ عوالي)
(أَحْيَا لياليه بِطَاعَة ربه ... لَا يُنكر الاحياء للغزالي)
وَقد أَخْبرنِي بعض الثِّقَات أَنه اشتهرت لَهُ كرامات وَأجْمع كل من يعرف هَذَا الشَّيْخ أَنه من الصَّالِحين وَمن الْعلمَاء الزاهدين فَكَانَ بَيته مُحْتَرما بِمَدِينَة زبيد يأوي إِلَيْهِ كل خَائِف فَيَأْمَن وَمن كَانَ لَهُ جَار فَلَا يهتضم وَكَانَت الْمُلُوك وأعوانهم يجلون هَذَا الشَّيْخ ويحترمونه لمكانته وَلَا يردون شَفَاعَته وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي سنة تسع