وَالْفِقْه والعربية وَكَانَ يضاهي أَخَاهُ فِي البراعة وَالتَّحْقِيق لجَمِيع الْعُلُوم فدرس وَأفْتى وصنف كتبا كَثِيرَة أَقَامَ فِي مَدِينَة زبيد يُقيد الْفَوَائِد السّنيَّة فازدهت الْبَلَد بِهِ وبأخيه وتكاثرت عَلَيْهِمَا الطّلبَة ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار ثمَّ سَافر إِلَى مصر واشتهر فِيهَا وطار اسْمه وأضيف إِلَيْهِ فِيهَا بعض الولايات اللائقة بِحَالهِ فَأَقَامَ بهَا معززا مكرما إِلَى أَن توفّي هُنَاكَ غَرِيبا وَذَلِكَ بعد سنة تسعين وسبعمئة رَحمَه الله تَعَالَى

وَمِنْهُم الْفَقِيه شرف الدّين إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم البومة قَرَأَ على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته فِي الْعُلُوم ثمَّ اشْتهر وَغلب عَلَيْهِ معرفَة النَّحْو والتصريف فَكَانَ محققا لذَلِك انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِي وقته فدرس وَأفْتى وَتخرج على يَده جمَاعَة من اهل مَدِينَة زبيد وَغَيرهم

رَأَيْت مُعَلّقا بِخَط الشَّيْخ الشريف المرتضى بن يحيى بن أَحْمد الحسني قَالَ قَرَأت على الْفَقِيه الأديب الأوحد الأمجد شرف الدّين إِسْمَاعِيل البومة جَمِيع مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب فِي النَّحْو ومقدمته فِي التصريف فَأفَاد لي وأجاد قَالَ وَكَانَت الْقِرَاءَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وثمانمئة انْتهى

وَكَانَ مِمَّن يصحب القَاضِي شرف الدّين إِسْمَاعِيل المقرىء وينقل غَرَائِبه فمما وجدته مُعَلّقا بِخَطِّهِ من إنْشَاء القَاضِي شرف الدّين الْمقري أبياتا تقْرَأ مدحا من أَولهَا وذما من آخرهَا

(طلبُوا الَّذِي نالوا فَمَا حرمُوا ... رفعت فَمَا حطت لَهُم رتب)

(وهبوا وَمَا منت لَهُم خلق ... سلمُوا فَلَا أودى بهم عطب)

(طلبُوا الَّذِي يُرْضِي فَمَا كسدوا ... حمدت لَهُم شيم وَمَا كسبوا)

(غضبوا وَمَا ساءت لَهُم خلق ... ستروا فَمَا هتكت لَهُم حجب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015