السُّلْطَان الْأَشْرَف واستقام وَلَده النَّاصِر أحسن إِلَى هَذَا الشَّيْخ إِبْرَاهِيم ووهبه أَرضًا جليلة فَجَلَسَ فِي الأجيناد بمقبرة تعز يُصَلِّي فِي الْمَسْجِد الْمَشْهُور بِمَسْجِد تعز هُنَالك فَأمر السُّلْطَان وجهة موفق بعمارة الْمَسْجِد وَدَار هُنَالك وأسكن بهَا الشَّيْخ إِبْرَاهِيم وجر إِلَيْهِمَا المَاء فَأَقَامَ هُنَالك سِنِين فاشتهر غَايَة الشُّهْرَة وَكَانَ يسير مَعَ السُّلْطَان النَّاصِر إِلَى زبيد وَإِلَى غَيرهَا مكرما مَقْبُول الشَّفَاعَة يدْخل على السُّلْطَان بِغَيْر إِذن فَإِذا خاطبه خاطبه باسمه يَا أَحْمد لَا يزِيد على ذَلِك ثمَّ انْتقل من الأجيناد إِلَى الْمَكَان الْمُسَمّى حَسَنَات عِنْد ثعبات فأعمر هُنَاكَ بُيُوتًا وَسكن هُوَ وَالْأَوْلَاد فِيهَا فَلَمَّا توفّي السُّلْطَان النَّاصِر واستقام الظَّاهِر ثمَّ بعده وَلَده الْأَشْرَف كَانَ مَعَهُمَا فِي حَالَة متوسطة فَلَمَّا توفّي الْأَشْرَف خمل ذكر هَذَا الشَّيْخ وَضعف حَاله وانتزعت الأَرْض الَّتِي كَانَ وَهبهَا لَهُ النَّاصِر وَقل مَا بِيَدِهِ من الدُّنْيَا وشاخ وَنسب إِلَى كَثْرَة الْكَلَام وَإِلَى خلل فِي عقله وَهُوَ مَعَ ذَلِك كثير الذّكر لله وللدعاء إِلَى الله تَعَالَى لمن قَصده زَائِرًا ثمَّ توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثمانمئة وعمره حِينَئِذٍ سِتّ وَتسْعُونَ سنة بِتَقْدِيم التَّاء الْمُثَنَّاة فَوق على السِّين
وَقد حُكيَ عَنهُ كرامات ذكرتها فِي الأَصْل وَله شعر حسن فِي الزّهْد مِنْهُ من قصيدة أَولهَا
(دع التباطر فِيمَا لست تملكه ... واقنع بقوتك يَوْمًا فَهُوَ يكفيكا)
(وخل عَنْك بني الدُّنْيَا وصحبتهم ... فَإِن صحبتهم يَا صَاح ترديكا)