بولايتهم على الْيمن وَأمرهمْ لَهُ بِإِزَالَة الْمُنْكَرَات وَالْقِيَام بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ
ثمَّ أَخْبرنِي الثِّقَة عَنهُ أَنه قَالَ طلع شَرْقي مَدِينَة ذمار عِنْد أَن كَانَ فِي رِبَاط عيقرة بعد شهرته بِالْعلمِ وَقبل استاقمته مَعَ السَّادة بني طَاهِر وَقبل ولايتهم على الْيمن وَاجْتمعَ بِبَعْض فُقَهَاء الزيدية بِتِلْكَ الْبَلَد فَسَأَلَ مِنْهُ بَعضهم أَن يقرئه كتابا من كتب النَّحْو فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك فشرع بِقِرَاءَة الْكتاب فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَعِنْده الإِمَام الشَّافِعِي وَجَمَاعَة فَقَالَ الإِمَام الشَّافِعِي للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الْفَقِيه وَأَشَارَ إِلَى المقرىء يُوسُف يقرىء الْعلم المبتدعة فَنَهَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا انتبه المقرىء من النّوم وَجَاء الْفَقِيه ليقْرَأ عَلَيْهِ اعتذره فَلم يقرئه
ثمَّ خرج من تِلْكَ الْبَلَد وَرجع إِلَى رِبَاط عيقرة وَلم يزل المقرىء الْمَذْكُور آخِذا بالترقي إِلَى الْمَرَاتِب الْعَالِيَة وَالْمحل الْأَعْلَى وَالْمَكَان الْأَسْنَى وَفِي الْجُمْلَة أَنه كَانَ قطب الْوُجُود وبركة كل مَوْجُود إِلَى ان توفّي رَحمَه الله رَابِع عشر شهر صفر سنة أَربع وتسعمئة بعد أَن بلغ من الرتب أقصاها وَمن الْمَعيشَة أصفاها وَدفن فِي تربة الشَّيْخ الصياد نفع الله بهما وَأعَاد على الْجَمِيع من بركتهما بِمُحَمد وَآله آمين
وَمِنْهُم الْفَقِيه النجيب الْعَالم جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن الْحلْوانِي قَرَأَ أَولا على الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن أبي بكر الرعياني وعَلى وَلَده الْفَقِيه وجيه الدّين فَكَانَ الْفَقِيه جمال الدّين الرعياني يثني عَلَيْهِ بجودة الْفَهم وَصِحَّة الذِّهْن ويتخيل فِيهِ النجابة فَمِنْهُ جائته الْبركَة فَلَمَّا توفى الله جمال الدّين الرعياني وَولده قَرَأَ على المقرىء شمس الدّين يُوسُف بن يُونُس الجبائي فِي الْفِقْه وعَلى الْفَقِيه جمال الدّين الضراسي فِي الْفَرَائِض والجبر والمقابلة وَقَرَأَ على غير هَؤُلَاءِ فَانْتَفع وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى بِمَدِينَة تعز وَله نظر تَامّ وَفهم حسن فِي الْعُلُوم وَقد يستنبط