مِمَّا لم يسْبقهُ أحد إِلَى هَذِه الْأَسْبَاب باجتماعها فَصَارَت ولَايَته مضبوطة وَأَحْكَامه نَافِذَة وَلَا يعْتَرض بِحكم وَلَا ينازعه فِيهِ مُنَازع مَعَ اشْتِغَاله بالتدريس وَالْفَتْوَى وإفادة الطّلبَة وَكَانَ ذَا سكينَة ووقار وهيبة وَلم يزل على الْحَال المرضي يدرس ويفتي مَعَ كبر سنه وَضَعفه مُطَاع القَوْل مسموع الْكَلِمَة إِلَى أَن توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وثمانمئة
وَمن شعره ملغزا باسم الزراع
(أحاجيكم يَا أهل ودي بتحفة ... بهَا عجب للسامعين مدى الدَّهْر)
(بِكَافِر قد صلى إِمَامًا لجمعة ... فَصحت صَلَاة المقتدين مَعَ الْكفْر)
وَمِنْهُم المقرىء الْفَقِيه الْعَلامَة شمس الدّين يُوسُف بن يُونُس الجبئي الجابري نِسْبَة إِلَى جَابر بن سَمُرَة الصَّحَابِيّ رَضِي الله عَنهُ قَرَأَ على هَذَا المقرىء شمس الدّين بالقراءات السَّبع على المقرىء عفيف الدّين عُثْمَان النَّاشِرِيّ وبالنحو على الْفَقِيه عفيف الدّين عبد الْوَهَّاب الشراقي وبالفقه على الْفَقِيه شهَاب الدّين الضراسي وَغَيره ثمَّ بعدن فِي الْفِقْه على القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن سعيد بن كبن وَأَجَازَ لَهُ هَؤُلَاءِ فدرس وَأفْتى واشتهر وَأخْبر أَنه جائته الْبركَة وَفتح عَلَيْهِ بِالْعلمِ ببركة دُعَاء الْحَاج الصَّالح مفضل الزُّهْرِيّ فَإِنَّهُ دَعَا لَهُ وأطعمه شَيْئا من الزَّاد فَكَانَ ذَلِك سَبَب الْخَيْر وَأخْبر أَنه مرض فَرَأى فِي الْمَنَام الشَّيْخ عفيف الدّين المسن وَكَانَ شيخ وَالِده فِي التصوف وَأَنه رأى وَالِده عِنْده قَالَ فَدَعَا لَهُ الشَّيْخ الْعَفِيف بن المسن فَأصْبح بارئا من ذَلِك الْمَرَض وَأَنه أرق لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان فِي بعض السنين فاجتهد بِتِلَاوَة كتاب الله تَعَالَى فَرَأى السَّمَاء انْشَقَّ مِنْهَا