فَهُوَ يُحَقّق السَّبْعَة الأقلام وَيكْتب بهَا ويفرعها فروعا كَثِيرَة ويذاكر عَلَيْهَا وَلَو شَاءَ يصنف كتابا فِي علمهَا لصنف

وَقد وفدت عَلَيْهِ البلغاء وَأهل الصِّنَاعَة وَالْكِتَابَة من الشَّام ومصر والعجم ويتواضع للْفُقَرَاء وَيُؤْنس الْغَرِيب ويواسي الْفَقِير ويتفقد الْأَصْحَاب بِالْإِحْسَانِ ويعم بالهدايا الأباعد وَالْجِيرَان يفد عَلَيْهِ المبتدئون والمنتهون كل يلْتَمس ببركاته وَيطْلب مِنْهُ صَالح دعواته وجزيل صدقاته وَذَلِكَ لما ظهر لَهُ من الكرامات واشتهر لَهُ من المكرمات فَهُوَ جَامع بَين الْعلم وَالْعَمَل جَار على سنَن السّلف الصَّالح لَا يُؤثر عَنهُ زيغ وَلَا زلل وَقد قيل بِأَن الْجِنّ تأتمر بأَمْره وتذعن لقَوْله وَهُوَ منزه عَن مُخَالطَة الْمُلُوك وَأهل الْأَمر متعفف عَن أَمْوَالهم مُحْتَرز بِدِينِهِ عَن شبهاتهم أرسل إِلَيْهِ بعض الْمُلُوك بِذَهَب وفضه فَرده من بَابه وقنع باليسير من اكتسابه وتورع عَن الْأَسْبَاب وَترك مَا كَانَ لوالده مِنْهَا وَكَانَ اشْتِغَاله أَولا بالنسخ مَعَ الْقِرَاءَة وَكَانَ يكْتب الْمُقدمَات والمصاحف الْكَرِيمَة فيبالغ النَّاس فِي استهدائها بالأثمان الجزيلة وَكَانَ لَا يرضى يهدي شَيْئا مِنْهَا إِلَى من فِي مَاله شُبْهَة

وعَلى الْجُمْلَة فَهَذَا الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ جَامعا للخصال الثَّلَاث الَّتِي ذكرهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015