وسَاق على مثل تِلْكَ قدر عشْرين بَيْتا وشعره كثير يبلغ مجلدات وَرَأى لَهُ سَيِّدي شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الجبرتي فِي الْمَنَام رُؤْيا حَسَنَة تدل على خَيره مِمَّا قد ذكرتها فِي الأَصْل وَذَلِكَ بعد مَوته وَكَانَت وَفَاته سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الشَّيْخ الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الجبرتي الْعقيلِيّ الْقرشِي من أهل بَيت مبارك أَخْبرنِي الثِّقَة أَن جد الشَّيْخ جمال الدّين الْمَذْكُور الَّذِي هُوَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن كَانَ لَهُ سَبْعَة أَوْلَاد نجباء خرج من بَلَده من مَكَان يُسمى مسك خلف الْبَحْر من أَرض الْحَبَشَة فَدخل الْيمن وَأقَام فِيهِ يعبد الله تَعَالَى وَأقَام بِمَدِينَة زبيد أَيَّامًا فَتوفي فِيهَا وَأقَام وَلَده عَليّ بعده فِيهَا أَيَّامًا ثمَّ انْتقل إِلَى مَدِينَة تعز فاستوطنها وَهُوَ أول من سكن المداجر مِنْهُم وَكَانَ يصحب الشَّيْخ الصَّالح الْوَلِيّ عبد الْعَلِيم الَّذِي سبق ذكره ونال ببركته خيرا كثيرا واشتهر للشَّيْخ شمس الدّين كرامات كَثِيرَة وَحدث لَهُ أَوْلَاد نجباء مِنْهُم صَاحب التَّرْجَمَة هُوَ الشَّيْخ جمال الدّين كَانَ مُبَارَكًا عابدا مُلْتَزما طَريقَة الصُّوفِيَّة متأدبا بآدابهم يجود بِمَا فِي يَده من الْأَمْوَال على الْفُقَرَاء وَغَيرهم وَله مُشَاركَة بِشَيْء من الْعُلُوم وَأَجَازَ لَهُ بهَا جمَاعَة من الْعلمَاء الأكابر وَعمر فِي المداجر مدرسة ورباطا وأضاف إِلَيْهَا السُّلْطَان من الْأَسْبَاب من الْوَقْف شَيْئا كثيرا وَكَانَ لَهُ مِنْهُ وَمن أَصْحَابه صلات كَثِيرَة متتابعة ينفقها فِي وُجُوه المكرمات وَأَخْبرنِي وَلَده الشَّيْخ شهَاب الدّين الجبرتي عَن وَالِده الْمَذْكُور أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مَرِيضا بعد أَن تداوى بأَشْيَاء كَثِيرَة لم تَنْفَعهُ فرتب قِرَاءَة الْفَاتِحَة كل يَوْم ألف شرف وَألف شرف قل هُوَ الله أحد فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد عوفيت من ذَلِك الْمَرَض وَقد أطلق الله الْأَمِير مُحَمَّد بن زِيَاد من الْحَبْس فِي حصن تعز قَالَ فَقُمْت من سَاعَتِي وَزَالَ عني الْمَرَض وَلم تمض ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا وَقد جَاءَ رَسُول من السُّلْطَان بِخَطِّهِ إِلَى مُتَوَلِّي الْحصن بِإِطْلَاق الْأَمِير الْمَذْكُور فَكَانَ ذَلِك تَصْدِيقًا للرؤيا