وصدرا من أَيَّام الْملك الْأَشْرَف وَلما لزم أَمِير صَاحب مصر السُّلْطَان الْمُجَاهِد ثمَّ أطلق وَدخل الشَّام وَاجْتمعَ بِجَمَاعَة من كبار الصُّوفِيَّة وشيوخ الْعلم وَكتب إِلَى الإِمَام ابْن صقر كتابا بليغا يُعلمهُ بذلك وَبِمَا وجده فِي سَفَره من فَوَائِد وعجائب وغرائب مِمَّا قد ذكرته فِي الأَصْل بِكَمَالِهِ وَقد كَانَ السُّلْطَان الْمُجَاهِد جعل للْإِمَام ابْن صقر النّظر على الْمدَارِس فَبَقيَ على حَاله بذلك وبالتدريس وَالْفَتْوَى بِمدَّة الإِمَام جمال الدّين الريمي ودولة الْملك الْأَفْضَل إِلَى أَن توفّي بِمَدِينَة تعز سنة خمس وَثَمَانِينَ وسبعمئة وقبر بالأجيناد رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين
وَمن أهل مَدِينَة تعز المقرىء الصَّالح شمس الدّين عَليّ بن عَبَّاس السكْسكِي قَرَأَ بالقراءات السَّبع على المقرىء الصَّالح عَليّ بن مُسلم الْخَولَانِيّ وَقَرَأَ على غَيره من سَائِر فنون الْعلم حَتَّى تأهل للتدريس فدرس وَأفْتى وَأفَاد ثمَّ ندب لتأديب أَوْلَاد الْأَفْضَل بن الْمُجَاهِد مِنْهُم إِسْمَاعِيل الْأَشْرَف فَانْتَفع على يَده وَكَانَ المقرىء شمس الدّين عابدا صَالحا مَقْصُودا للمهمات واشتهرت لَهُ الكرامات فَكَانَ يزار وَيطْلب مِنْهُ الدُّعَاء وَكَانَ السُّلْطَان إِذا مر فِي طَرِيقه على بَاب دَاره وقف حَتَّى يلقاه المقرىء وَيَدْعُو لَهُ ثمَّ ينْصَرف السُّلْطَان ورزقه الله تَعَالَى ولدا نجيبا هُوَ الْفَقِيه وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن كَانَ فَاضلا برع فِي علم الْفِقْه والنحو والفرائض بعد قِرَاءَته على وَالِده وعَلى جمَاعَة من شُيُوخ عصره فنجب وأعجب ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء فِي الدولة الْأَفْضَلِيَّة ثمَّ ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد موت الإِمَام ابْن صقر ثمَّ تولى الوزارة ومدحه الشُّعَرَاء بغرر المدائح فأجازهم الجوائز السّنيَّة وَمِمَّنْ مدحه الْوَزير التقي ابْن معيبد بقصيدة كَبِيرَة