فِيهِ فناداه بعد ذَلِك بِأَعْلَى صَوته يَا صَاحب إب يَا مَجْنُون كل بجرنه يَدُوم وَهَذِه الْكَلِمَة من أَمْثَال الْعَوام فَزَالَ مَا بخاطر القَاضِي صفي الدّين من سوء الظَّن بِهِ وأيقن أَن ذَلِك مثل كرامات الصَّالِحين ثمَّ انْصَرف القَاضِي صفي الدّين فَوَجَدَهُ الْحَاج جمال الدّين بعد ذَلِك فَاعْتَذر كل مِنْهُمَا لصَاحبه ودامت الصُّحْبَة والأخوة بَينهمَا وَتُوفِّي هَذَا الْحَاج جمال الدّين بِأول المئة التَّاسِعَة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمن أهل ذِي أشرق الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء بَنو الصعبي وَقد ذكر الجندي الْأَوَّلين مِنْهُم وَأَنه لم يبْق مِنْهُم سوى أَوْلَاد القَاضِي شرف الدّين أبي الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أسعد الصعبي الْعَنسِي السهفني وهم أَرْبَعَة أَبُو بكر وَعمر وَعبد الصَّمد وَإِسْمَاعِيل كَانَ هَؤُلَاءِ فُقَهَاء وقتهم ببلدهم فَأَخْبرنِي الثِّقَة أَنه نجب لأبي بكر ثَلَاثَة أَوْلَاد هم عبد الله وَعمر وَمُحَمّد قَرَأَ كل مِنْهُم على فُقَهَاء وقته ودرسوا وأفتوا وَلم أتحقق تَارِيخ وفاتهم
وَأما عمر فَإِنَّهُ نجب لَهُ ولدان أَحدهمَا شمس الدّين يُوسُف وَالثَّانِي عفيف الدّين عبد الله وَأما عبد الصَّمد فَلهُ ولد يُسمى مُحَمَّد تفقه بوالده وَبِغَيْرِهِ وَسمع الحَدِيث على ألإمام نَفِيس الدّين سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي وَقَرَأَ على الشَّيْخ وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم صَاحب اللفج فَأفْتى ودرس وَتَوَلَّى الْقَضَاء بالجوة ثمَّ بِذِي أشرق ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عَاد إِلَى الجؤة