وروي عنه أنه كان يقول: ما احتجت في علم من العلوم إلى أن أكمله على الشيخ الذي أقرأ عليه، وما توسطته على شيخ من المشايخ الذين كنت أقرأ عليهم، إلا وقال لي الشيخ: قد استغنيت عني فاشتغل مع نفسك، ولم أقنع بذلك، بل لا أبرح حتى أكمل الكتاب الذي أقروه في ذلك العلم.
وقال ابن دقيق العيد: ابن عبد السّلام أحد سلاطين العلماء، وعن أبي عمرو بن الحاجب أنه قال: ابن عبد السّلام أفقه من الغزالي.
وله مصنفات كثيرة منها: كتاب «تفسير القرآن» في مجلد كبير، رتبه على المعاني مختصرا، وكتاب «مختصر مسلم» وأقرأه، وكتاب «المجاز»، وكتاب «قواعد الإسلام» نسختان، كبرى وصغرى، وكتاب «مناسك الحج» وكتاب «الغاية في اختصار النهاية» وكتاب في «الإيمان ووجوهه» وفرق ما بينه وبين الإسلام، وكتاب «بداية السّول في تفضيل الرسول» وكتاب «في الصوم وفضله» وكتاب «الفتاوى المجموعة» وكتاب «مقاصد الصلاة» وكتاب «الملحة» في تصحيح العقيدة، وكتاب «الردّ على المبتدعة والحشوية» وكتاب «الأمالي» وكتاب «الفتاوى الموصليّة» وكتاب «شجرة المعارف» وكتاب «بيان أحوال الناس يوم القيامة» وكتاب «الدلائل المتعلقة بالملائكة والنبيين عليهم السلام» و «مختصر رعاية المحاسبي» و «الإمام في أدلة الأحكام»، و «فوائد البلوى والمحن» و «الجمع بين الحاوي والنهاية» مجموع يشتمل على فنون من الفوائد، وغير ذلك.
وخرج يوما إلى الدرس وعليه قبع لباد وهو لابس فروة مقلوبة، فلما جلس على السجادة، تبسم بعض من حضر وهو يراه فلم يعبأ به، وقال:
قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (?) فهابه كل من حضر، وكان مع