حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَيْضِ , قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ , قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ , يَقُولُ: أَتَى رَجُلٌ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فَقَالَ: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] , كَيْفَ اسْتَوَى؟ قَالَ: فَأَطْرَقَ وَجَعَلَ يَعْرَقُ , وَجَعَلْنَا نَنْتَظِرُ مَا يَأْمُرُ بِهِ , فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «الِاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَجْهُولٍ , وَالْكَيْفُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُولٍ , وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ , وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ , وَمَا أَرَاكَ إِلَّا ضَالًّا , أَخْرِجُوهُ مِنْ دَارِي» حُكِيَ أَنَّهُ كَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ , وَكُمُّ قَمِيصِهِ إِلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ , وَثِيَابُهُ خَشِنٌ , ثُمَّ وَصَفُّوا لَهُ التَّنَعُّمَ , وَأَنَّهُ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ خِيفَ عَلَى عَقْلِهِ , قَالَ: فَكَانَ بَعْدَ ذَاكَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْفَاخِرَةَ , وَيَتَغَلَّفُ بِالْغَالِيَةِ الْجَيِّدَةِ وَذَكَرَ الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ قَالَ: ثنا عَابِدُ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ