قال: «وتدري ما ذاك»، قال: لا، قال: «تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منها (?)» (?).
فما ظنكم بهذا الفضل وفوقه، ومن تدنو الملائكة إلى صوته، وكيف لا يتنافس في شيء فينال به النعيم، ويرقى بها السليم، وينتكب صاحبه الشيطان الرجيم، الكلمة للخائف منه أمان، وللنجاة ضمان.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّ هذا القرآن مأدبة الله، فتعلّموا مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله المتين، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسّك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوجّ فيقوّم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الردّ، فاتلوه فإنّ الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر» (?).
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «عرضت عليّ الذنوب فلم أر فيها شيئا أعظم من حامل القرآن وتاركه» (?).