أحد الفضلاء المناظرين من الشافعية، أفتى ودرس وناظر بين يدي العلامة ابن دقيق العيد، والعلامة صدر الدين ابن الوكيل، فاستجاد ابن دقيق العيد بحثه، ورجحه في ذلك البحث على ابن الوكيل، فارتفع قدره من يومئذ، وصحب نائب السلطنة الأمير سيف الدين سلار، فازداد وجاهة في الدنيا بذلك، وكانت وفاته ليلة الأربعاء تاسع ذي القعدة سنة عشر وسبع مائة بالديار المصرية.
من القراءات، والحديث، والفقه، والنحو، والعربية، وأحد الفصحاء البلغاء والسادة الخطباء، كان مولده في عاشر رمضان سنة ثلاثين وست مائة، فطلب الحديث بنفسه، وقرأ الكثير من الكتب والأجزاء، وسمع من السخاوي، وابن الصلاح، وإبراهيم الخشوعي، وابن خالد، وابن عبد الدائم وجماعة، وكان شيخ النحو بالناصرية، وشيخ القراءة بالتربة العادلية وإمامها أيضًا، ودرس بالمدرسة الطيبية، وناب عن أخيه العلامة تاج الدين الفزاري، وابن أخيه شيخنا برهان الدين، وكان شيخ الرباط الناصري مدة، ثم ولي خطابة جامع جراح، ثم انتقل إلى خطابة دمشق، قال الحافظ البرزالي: وكان من أعيان الفضلاء،
حسن الخلق، لطيف السلام، كثير التودد، لا تمل مجالسته، عديم المثل في فنونه، ولم يزل محببا إلى الناس قريبا إلى قلوبهم، وتوفي عشية يوم الأربعاء