كان جده الحسن بن يحيى بن سني الدولة، أحد كتاب الإنشاء لملك دمشق، قبل نور الدين الشهيد، وكان ذا مال وثروة، وولد قاضي القضاة صدر الدين سنة سبعين وخمس مائة، وسمع الحديث من ابن طبرزد، والكندي، والخطيب الدولعي، ونشأ في صيانة وديانة ورياسة، ودرس في سنة خمس عشرة وست مائة، وأفتى بعد ذلك وناب في القضاء عن أبيه سنة ست وعشرين، ثم ولي وكالة بيت المال، ثم اشتغل بمنصب القضاء مدة ثم عزل، واستمر على تدريس الإقبالية والجاروخية، وكان محمود الأيام جميل السيرة، ووقف أوقافًا كثيرة على ذريته، ولما قدم هولاكو البلاد الحلبية سافر سني الدولة، والقاضي محيي الدين بن
الزكي إليه، فخدعه ابن الزكي، لأنه كان أدرى منه فولوه القضاء، ورجع ابن سني الدولة بلا شيء، فتمرض في الطريق ودخل بعلبك في محفة، فبقي بها يومين، ومات في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وست مائة عن ثمان وستين سنة، وقد روى عنه جماعة منهم: القاضي تقي الدين سليمان، والخطيب شرف الدين الفراوي، وابن النجار، وشيخنا ابن الزراد، والحافظ شرف الدين الدمياطي، وقال: خرجت له معجمًا فأجازني بملبوس نفيس، وكان يتفقدني ويحسن إلي.