تفقه بنظامية بغداد، وأفتى ودرس وناظر وبرع في المذهب، وصارت له تلامذة وأصحاب، وفيه ديانة وتعفف، وعرض عليه القضاء ببغداد فامتنع، وكذا عرض عليه مشيخة الرباط الكبيرة فامتنع، وقال القاضي ابن خلكان: وكان من أكابر فضلاء عصره، صنف كتابًا في الفقه يدخل في خمسة عشر مجلدًا، وعرضت عليه المناصب فلم يفعل، وكان دينا ملازمًا لبيته محافظًا على وقته، توفي وقد نيف على الستين، في ثاني ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وست مائة.
وأمه عاتكة بنت الحافظ أبي العلاء الهمذاني، ولد سنة أربع وستين وخمس مائة، وسمع جده لأمه المذكور وشهده، وابن شاتيل وغيرهم، وتفقه ببغداد، وأعاد بالنظامية وناب في القضاء بالجانب الغربي عن أخيه أبي الحسن علي بن عبد الرشيد، وكان صالحًا ورعًا دينًا زاهدًا على طريقة السلف كثير المحفوظ، وقدم دمشق، وحدث بها في سنة إحدى وعشرين وست مائة، ونزل بالغزالية من الجامع، ثم