وأبي الحسين بن مكي وجماعة، وروى عنه السمعاني بالإجازة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وخمس مائة، ذكر ابن الصلاح أنه كان ذا نظر دقيق في التصوف، وكان عفيفا في مطعمه يكتسب بالوراقة ولا يخالط أحدا، وأنه جعل على خزانة الكتب بنظامية بغداد، ثم أصابه في آخر عمره ضعف بصر وسمع، وذكر حكاية تدل على أنه كان يكلم
الجان ويسألونه رحمه الله.
تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وسمع الحديث من أبي نصر الزينبي، وعنه أبو عامر سعد بن العصاري، وذكره ابن الصلاح، وقال: كان حيا في سنة خمس وعشرين وخمس مائة.
تلميذ إمام الحرمين كان من بيت العلم والرياسة، بارعًا في المذهب، قانعًا باليسير، صالحا نبيلًا، سمع أباه، وأبا عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبا سعد الكنجروذي، وأبا القاسم القشيري، قال أبو سعد السمعاني: أحضرني والدي عنده، وقرأ لي عليه جزءًا، وحدثنا عنه ببغداد عبد الوهاب الأنماطي، والمبارك بن أحمد الأنصاري قدم عليهم حاجًا، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة وخمس مائة.
وهو الرابع من أولاد أبي القاسم، رباه والده واعتنى به حتى برع في النظم والنثر والكتابة الحسنة السريعة، لزم إمام الحرمين ليلًا ونهارًا، فأتقن عليه علمي الأصول والفروع، والخلاف، وغير ذلك من العلوم، وكان إمام الحرمين يعتد به، وحج ودخل بغداد،