من مدينة الداخل ثم النيسابوري الصيدلي المؤذن الزاهد، قال عبد الغافر الفارسي: كان شيخًا عابدًا جليلًا فاضلًا من تلامذة الشيخ أبي محمد الجويني، وروى عن أبي زكريا المزكي، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي بكر السراج، وأبي بكر الجيزي، وأبي سعيد الصيرفي وخلق، وعنه خلق كثير منهم أبو البركات الفراوي، والعباس العصايدي، وعمر ابن الصفار، والفلكي، وعبد الخالق بن الشحامي، وعقد له مجلس الإملاء، وحضره الأعيان، مولده في رجب سنة خمس وأربع مائة، وتوفي في ثامن المحرم سنة أربع وتسعين وأربع مائة.
وكان عابدا زاهدا عالمًا متبتلا ورعًا فقيهًا قدوة، واشتغل على القاضي حسين، وعلق عنه المذهب، وكان خطيب جامع والده، وصار رئيس نيسابور، وقعد للتدريس بالجامع، واجتمع عليه الفقهاء، وعقد مجلس الإملاء، وحج فسمع ببغداد، وروى عن أبي الحسن بن النقور، وأبي بكر البيهقي، وسعد الزنجاني، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي، وعنه