في الحكم بمصر، وله تصانيف، وقال الحافظ أبو طاهر السلفي: كان من الثقات الأثبات شافعي المذهب والاعتقاد.
ذكره عبد الغافر الفارسي، فقال: سلالة الإمامة، وقرة عين أصحاب الحديث، انتهت إليه رئاسة الشافعية بعد أبيه، فأجراها في أحسن مجرى، ووقعت في أيامه وقائع ومحن للأصحاب، وكان يقيم رسم التدريس، لكنه كان رئيسًا صيتًا ذكيًا قليل الكلام، ولد سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة، وسمع من مشايخ وقته بخراسان، والعراق مثل: البصروي، وأبي حسان المزكي، وأبي حفص بن مسرور، وكان بيتهم مجمع العلماء، وملتقى الأئمة، وذكر أنه وقع في حق الأشعرية في ذلك الزمان ما وقع بسبب تعنت المعتزلة بهم عند الدولة، رسم بالقبض على الرئيس الفراتي، وأبي القاسم القشيري، وأبي المعالي الجويني يعني
إمام الحرمين، وأبي سهل بن الموفق، ومنعهم من المحافل، وكان أبو سهل غائبًا ببعض النواحي، فلما حضر استعان بأعوانه وحشدته، وناهض نائب البلد، وقوي عليه وهزم أصحابة، وأخرج الفراتي، والقشيري من سجنه ثم سار إلى السلطان طغرلبك، فرسم بسجنه، فسجنه شهرًا وأخذت ضياعه، وأملاكه ثم بعد ذلك أفرج عنه، وعوض عما أخذ منه، ثم حظي عند السلطان، وحسن حاله، وأذن له في الرجوع على خراسان، فلما مات طغرلبك، وقام بعده ولده ألب رسلان كانت له عنده منزلة ووجاهة زائدة، وحرمة وافرة،