سيرة العلماء قانعا باليسير من الدنيا، مجملا في زهده وورعه، وذكر غيره أنه سرد الصوم ثلاثين سنة، كان مولده في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاث مائة، فسمع الذي سمع، ثم أقام في بلده بيهق لتصنيف كتبه، ثم إنه طلب إلى نيسابور لنشر العلم، فأجاب، وذلك في سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، فاجتمع العلماء لقراءة تصانيفه، وسماع
فوائده، فلم يزل كذلك حتى مات في عاشر جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وأربع مائة بنيسابور، ونقل تابوته إلى بلده بيهق رحمه الله.
وحكى الشيخ أبو عمرو في الطبقات عن البيهقي أنه قال: التكبيرة الأولى من صلاة الجنازة، وقراءة الفاتحة من واجباتها، وأما التكبيرات الثلاث، والدعاء للميت، فيحتمل وجهين، ثم قال ابن الصلاح: وهذا غريب جدا، ولم أجده في كتبه ولعله نقل عنه يعني لفظا.
أحد الأعلام، كان على مذهب الإمام أبي حنيفة، ثم انتقل إلى مذهب الإمام الشافعي، رحل في طلب الحديث، وسمع بنيسابور من أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني، وإسماعيل بن محمد بن حاجب الكسائي، قال ابن السمعاني: وحدثنا عنه الحسين بن الخليل، مات سنة ستين وأربع مائة، وقد عمر دهرًا.