أحد أئمة المذهب، وشيوخه المشاهير الكبار، سمع بجرجان من: أبي أحمد الغطريفي، وَفَاتَهُ أبو بكر الإسماعيلي، فإنه قدمها والإسماعيلي مريض، فبقى أياما ثم مات، قبل أن يسمع منه شيئا، وبنيسابور من: الفقيه أبي الحسن الماسرخسي، وتفقه عليه بها، وببغداد من: الحافظ أبي الحسن الدارقطني، وموسى بن عرفة، والمعافى بن زكريا، وعلي بن عمر الحربي، وغيرهم، وعنه: الحافظ أبو بكر الخطيب، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو محمد بن الأبنوسي، وخلق كثير، آخرهم موتا: القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، رحمه الله.
قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: ومنهم: شيخنا، وأستاذنا أبو الطيب الطبري، توفي عن مائة وسنتين، لم يختل عقله، ولا تغير فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي، ويشهد، ويحضر المواكب إلى أن مات، تفقه بآمل على أبي علي الزجاجي صاحب ابن القاضي، وقرأ على أبي سعد الإسماعيلي، وعلى القاضي أبي القاسم بن كج بجرجان، ثم ارتحل إلى نيسابور، وأدرك أبا الحسن الماسرخسي، وصحبه أربع سنين، ثم ارتحل إلى بغداد، وعلق عن أبي محمد البافي الخوارزمي صاحب الداركي، وحضر مجلس الشيخ أبي حامد، ولم أر ممن رأيت أكمل اجتهادا، وأشد تحقيقا، وأجود نظرا منه، شرح المزني، وصنف
في الخلاف، والمذهب، والأصول، والجدل كتبا كثيرة ليس لأحد مثلها، ولازمت مجلسه بضعة عشر سنة، وَدَرَّسْتُ أصحابه في مجلسه سنين بإذنه، ورتبني في حلقته، وسألني أن أجلس في مجلسه