المتكلم الأصولي الفقيه الشافعي، شيخ أهل خراسان، يقال: إنه بلغ رتبة الاجتهاد، وله المصنفات الكبيرة الكثيرة منها (جامع الحلي) في أصول الدين، و (الرد على الملحدين) في خمس مجلدات، وتعليقة في أصول، وغير ذلك، روى الحديث عن: دعلج بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي بكر الإسماعيلي، وجماعة، وأملى مجالس.
وروى عنه: الحافظ البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وأبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء، وجماعة، وَخَرَّجَ له الحاكم أبو عبد الله النيسابوري عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه لجلالته، وقد مات الحاكم قبله، فقال أبو إسحاق الإسفراييني: الفقيه الأصولي، المتكلم، المتقدم في هذه العلوم، انصرف من العراق، وقد أقر له العلماء بالتقدم، قال: وبنيَ له بنيسابور مدرسة، لم يكن مثلها، فدرس فيها، وقال عبد الغافر الفارسي: أبو إسحاق، اتجه ناحية المشرق، فضلا عن نيسابور وناحيته، وكان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع، خَرَّجَ له الحاكم عشرة أجزاء، وخرَّج له أحمد بن
علي الحافظ الرازي ألف حديث، وعقد له مجلس الإملاء بعد ابن محمش، وكان ثقة، ثبتا في الحديث.
وقال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: درس عليه شيخنا أبو الطيب، يعني: الطبري، وعنه أخذ علم الكلام، والأصول عامة شيوخ نيسابور، وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: حكى لي من أثق، أن