أبي الوليد حسان، والأستاذ أبي سهل، واقتصر بصحبة إمام وقته أبي بكر أحمد بن إسحاق الضبعي، فكان الإمام يراجعه في السؤال، والجرح، والتعديل، والعلل، وأوصى إليه في أمور مدرسته دار السنة، وفوض إليه تولية أوقافه في ذلك، وذاكر مثل الجعاني، وأبي على الماسرجسي، الذي كان أحفظ أهل زمانه، وقد شرع الحاكم في التصنيف سنة سبع وثلاثين، فاتفق
له من التصنيف ما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء، من تخريج الصحيحين، والعلل، والتراجم، والأبواب، والشيوخ، ثم المجموعات، مثل معرفة علوم الحديث، ومستدرك الصحيحين، وتاريخ النيسابوريين وكتاب مزكي الأخبار، والمدخل إلى علم الصحيح، وكتاب الإكليل، وفضائل الشافعي، وغير ذلك، ولقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه، ويحكون أن مقدمي عصره، مثل الأستاذ أبي سهل الصعلوكي، وأبي بكر بن فورك، وسائر الأئمة، يقدمونه على أنفسهم، ويراعون حق فضله، ويعرفون له الحرمة الأكيدة، ثم أطنب عبد الغافر في مدحه، وذكر فضائله، وفوائده، ومحاسنه، إلى أن قال: مضى إلى رحمة الله، ولم يخلف بعده
مثله، في ثامن صفر سنة خمس وأربع مائة، وقد ترجمه الحافظ بن موسى المديني في مصنف مفرد، وذكر أنه دخل الحمام، واغتسل وخرج، فقال: آه، وقبض روحه، وهو متزر، ولم يلبس القميص بعد، وصلى عليه القاضي أبو بكر الحيري، رحمه الله.