عنه، وأخذ طريقة الأشعري، عن أبي الحسن الباهلي، وغيره، وذكر أن سبب اشتغاله بعلم الكلام حديث: «الحجر الأسود يمين الله في الأرض» .
وروى عنه: الحاكم ومات قبله، والحافظ أبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وآخرون.
قال القاضي شمس الدين ابن خلكان في الوفيات: هو الأستاذ أبو بكر المتكلم الأصولي الأديب النحوي الواعظ الأصبهاني، درس بالعراق مدة، ثم توجه إلى الري، فسمعت به المبتدعة، فراسله أهل نيسابور، فورد عليهم، وينوا له بها مدرسة، ودارا، وظهرت بركته على المتفقهة، وبلغت مصنفاته قريبا من مائة مصنف، ودعي إلى مدينة غزنة، وجرت له بها مناظرات، وكان شديد الرد على ابن كرام، ثم عاد إلى نيسابور، فَسُمَّ في الطريق، فمات بقرب بست، ونقل إلى نيسابور، ومشهده بالحيرة ظاهر يزار، ويستجاب الدعاء عنده.
قلت: وكذا ذكر أبو محمد ابن حزم، وأبو الوليد الباجي، والشيخ أبو عمرو بن الصلاح، وغيرهم: أن الكرامية وشوا به إلى محمود بن سبكتكين، وناظروه عنده، فأراد قتله ثم تركه، فلما رجع من عنده، بعث من سمه في الطريق، فالله أعلم.
وكانت وفاته سنة ست وأربع مائة، رحمه الله.
ويقع حديثه في سنن البيهقي كثيرا، فإنه من مشايخه، وقد روى عنه مسند أبي داود الطيالسي بكماله.
الحاكم بنيسابور، وشيخ الشافعية بها، رحل وسمع: بالعراق، والأهواز، وأصبهان، وسجستان، وأملى وأقرأ المذهب، وحدث عن: أبي القاسم