إِفْتَاء دَار الْعدْل فِي سنة خمس وَسِتِّينَ رَفِيقًا لبهاء الدَّين السُّبْكِيّ وَهُوَ أول شَيْء وليه من المناصب وَولي تدريس الألجهية من واقفها وَولي تدريس الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ بعد عزل ابْن جمَاعَة فَلَمَّا عَاد ابْن جمَاعَة عوضه تدريس الْفِقْه بِجَامِع طولون ودرس بالظاهرية البرقوقية وَولي درس التَّفْسِير ومشيخة الميعاد بهَا ثمَّ نزل عَن بعض وظائفه لِوَلَدَيْهِ وَاسْتمرّ بِيَدِهِ الزاوية والظاهرية إِلَى حِين وَفَاته أَقَامَ مدرسا بالزاوية سِتَّة وَثَلَاثِينَ سنة يُقرر فِيهَا مَذْهَب الشَّافِعِي على أعظم وَجه وأكمله وَظهر لَهُ الأتباع وَالْأَصْحَاب وَصَارَ هُوَ الإِمَام الْمشَار إِلَيْهِ والمعول فِي الإشكالات والفتاوى عَلَيْهِ وأتته الفتاوي من الأقطار الْبَعِيدَة ورحل النَّاس من الأقطار النائية للْقِرَاءَة عَلَيْهِ وخضع لَهُ كل من ينْسب إِلَى علم من الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَغَيرهَا وَخرج لَهُ الْحَافِظ ابْن حجر أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا وَخرج لَهُ الْحَافِظ ولي الدَّين ابْن الْعِرَاقِيّ مائَة حَدِيث من عواليه وأبداله وَقد أثنى عَلَيْهِ عُلَمَاء عصره طبقَة بعد طبقَة من قبل الْخمسين إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ الشَّيْخ شمس الدَّين الْأَصْفَهَانِي كثير التَّعْظِيم لَهُ وَأَجَازَهُ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان وَكتب لَهُ فِي إِجَازَته مَا لم يكْتب لأحد قبله وسنه إِذْ ذَاك دون الْعشْرين وَكَانَ القَاضِي عز الدَّين ابْن جمَاعَة يعظمه ويبالغ فِي تَعْظِيمه جدا وَكتب لَهُ ابْن عقيل على بعض تصانيفه أَحَق النَّاس بالفتوى فِي زَمَانه وَقَالَ لَهُ أَيْضا لم لَا