البلغاء نَاصِر الشَّرْع شهَاب الدَّين أَبُو الْعَبَّاس الناصري الباعوني ولد بقرية الناصرة من الْبِلَاد الصفدية سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَله عشر سِنِين وَحفظ الْمِنْهَاج فِي مُدَّة يسيرَة ثمَّ الْمِنْهَاج الْبَيْضَاوِيّ والألفية وَغير ذَلِك وَقدم دمشق وَعرض كتبه على جمَاعَة من الْعلمَاء مِنْهُم القَاضِي تَاج الدَّين السُّبْكِيّ والمشايخ ابْن خطيب يبرود وَابْن قَاضِي الزبداني وَابْن قَاضِي شُهْبَة والموصلي وَابْن الشريشي وَالزهْرِيّ وَغَيرهم وَأخذ عَنْهُم وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة من المسندين وَقَرَأَ النَّحْو على الشَّيْخ أبي عبد الله الْمَالِكِي وَأبي الْعَبَّاس العتابي وَمهر فِي ذَلِك وَكتب لَهُ العتابي إجَازَة بِخَطِّهِ الْحسن وترجمه بِمَا لَهُ من الفصاحة واللسن وَكتب الْخط الْمليح ثمَّ رَجَعَ إِلَى صفد بعد أَن قضى من طلب الْعلم أربه فاشتغل بِالْعلمِ وَأفْتى وفَاق فِي النّظم والنثر وَصَحب الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ ثمَّ توجه إِلَى الديار المصرية وَاجْتمعَ بِالْملكِ الظَّاهِر فولاه الخطابة بالجامع الْأمَوِي فَقدم فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ لما قدم السُّلْطَان فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ولاه الْقَضَاء فِي ذِي الْحجَّة