بلاغة وطلاقة لِسَان وجراءة جنان وذكاء مفرط وذهن وقاد وَكَانَ لَهُ قدرَة على المناظرة صنف تصانيف عدَّة فِي فنون على صغر سنة وَكَثْرَة أشغاله قُرِئت عَلَيْهِ وانتشرت فِي حَيَاته وَبعد مَوته قَالَ وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْقَضَاء والمناصب بِالشَّام وحصلت لَهُ محنة بِسَبَب الْقَضَاء وأوذي فَصَبر وسجن فَثَبت وعقدت لَهُ مجَالِس فأبان عَن شجاعة وأفحم خصومه مَعَ تواطئهم عَلَيْهِ ثمَّ عَاد إِلَى مرتبته وَعَفا وصفح عَمَّن قَامَ عَلَيْهِ وَكَانَ سيدا جوادا كَرِيمًا مهيبا تخضع لَهُ أَرْبَاب المناصب من الْقُضَاة وَغَيرهم توفّي شَهِيدا بالطاعون فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة خطب يَوْم الْجُمُعَة فطعن لَيْلَة السبت رَابِعَة وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء وَدفن بتربتهم بالسفح عَن أَربع وَأَرْبَعين سنة وَمن تصانيفه شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي مجلدين سَمَّاهُ رفع الْحَاجِب عَن مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرح الْمِنْهَاج الْبَيْضَاوِيّ وَكَانَ وَالِده قد بَدَأَ فِيهِ فَكتب مِنْهُ قِطْعَة يسيرَة فَبنى عَلَيْهَا وَلَده وَالْقَوَاعِد الْمُشْتَملَة على الْأَشْبَاه والنظائر وطبقات الْفُقَهَاء الْكُبْرَى فِي ثَلَاثَة أَجزَاء وفيهَا غرائب وعجائب والطبقات الْوُسْطَى مُجَلد ضخم والطبقات الصُّغْرَى مُجَلد لطيف والترشيح فِي اختيارات وَالِده وَفِيه فَوَائِد غَرِيبَة وَهُوَ أسلوب غَرِيب والتوشيح على التَّنْبِيه والتصحيح والمنهاج وَجمع مُخْتَصرا فِي الْأُصُول سَمَّاهُ جمع الْجَوَامِع وَكتب عَلَيْهِ كتابا سَمَّاهُ منع الْمَوَانِع وجلب حلب جَوَاب أسئلة سَأَلَهُ عَنْهَا الْأَذْرَعِيّ وَغير ذَلِك