وَلَو على لِسَان آحَاد المستفيدين مِنْهُ خيرا مواظبا على وظائف الْعِبَادَات كثير الْمُرُوءَة مراعيا لأرباب الْبيُوت محافظا على تَرْتِيب الْأَيْتَام فِي وظائف آبَائِهِم ولازم الإشغال والاشتغال والتصنيف والإفتاء وَتخرج بِهِ فضلاء عصره انْتهى وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين وَقع الطَّاعُون فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فَمَا حفظ عَنهُ فِي التركات وَلَا فِي الْوَظَائِف مَا يعاب عَلَيْهِ وَكَانَ متقشفا فِي اموره متقللا من الملابس وَكَانَ لَا يستكثر على أحد شَيْئا وَلما مَاتَ وجدوا عَلَيْهِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم دينا فالتزم ولداه تَاج الدَّين وبهاء الدَّين بوفائها هـ ومحاسنة ومناقبه أَكثر من أَن تحصر وَأشهر من أَن تذكر ذكر لَهُ وَلَده فِي طبقاته الْكُبْرَى تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي اكثر من أَربع كراريس قَالَ وَكَانَ شَيْخه ابْن الرّفْعَة يعامله مُعَاملَة الأقران ويبالغ فِي تَعْظِيمه ويعرض عَلَيْهِ مَا يصنفه فِي الْمطلب وَقَالَ فِيهِ شَيْخه الدمياطي إِمَام الْمُحدثين وَقَالَ ابْن الرّفْعَة إِمَام الْفُقَهَاء فَلَمَّا بلغ ذَلِك الْبَاجِيّ فَقَالَ وَإِمَام الْأُصُولِيِّينَ ومصنفاته تزيد على الْمِائَة وَالْخمسين وَفِي آخر عمره استعفى من الْقَضَاء وَرجع إِلَى مصر متضعفا فَأَقَامَ بهَا دون الْعشْرين يَوْمًا وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأخرة سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وَمن تصانيفه الدّرّ النظيم فِي تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم فِي ثَلَاث مجلدات لم يكمل الابتهاج فِي شرح الْمِنْهَاج وصل فِيهِ إِلَى الطَّلَاق فِي ثَمَانِيَة اجزاء تَكْمِلَة شرح الْمُهَذّب كتب من ذَلِك أبوابا فِي ثَلَاث مجلدات