لصيد أَو أطلق فِي إِثْر من لَا يتَقَيَّد لكَونه فِي عَالم الْإِطْلَاق تقيد أَو كُوتِبَ بِهِ إِلَى عمرَان بن حطَّان أَو توجه إِلَى بدوي لَا يألف الْحِيطَان أَو أصدر إِلَى مَجْنُون أَو قصد بِهِ من هُوَ دائر على قلبه كَأَنَّهُ منجنون أَو من أَمْسَى وبيته على كتفه كَأَنَّهُ حلزون أَو روسل بِهِ الْفلك الدوار أَو الْكَوْكَب السيار أَو مُسَافر لَا يخلع سير نَعله من رجله وَلَا يلقى من يَده عَصا التسيار أَو خُوطِبَ بِهِ العاشق الحائر أَو سير إِلَى الْمثل السائر أَو إِلَى الشَّمْس الَّتِي لَا تنفك فِي شروق وأفول أَو إِلَى عَوْف بن محلم الَّذِي يَقُول
(أَفِي كل يَوْم غربَة ونزوح ... أما للنوى من وَقْفَة فتريح)
أَو إِلَى سَاكن فِي ذَات الْعِمَاد أَو إِلَى الطّواف الَّذِي بلغ طَوَافه وسعيه أم الْقرى وأقصى الْبِلَاد حَتَّى كَأَن الْمَمْلُوك المعني فِي الملا بقول الشَّيْخ أبي الْعلَا
(أَبَا الْإِسْكَنْدَر الْملك اقْتَدَيْتُمْ ... فَلَا تضعون فِي أَرض وسادا)
(لَعَلَّك يَا جليد الْقلب ثَان ... لأوّل ماسح مسح البلادا)
أَو كَأَنَّهُ فِي هَذِه المقامات على رَأْي الْحَرِير من الَّذين لَا يتخذون أوطانا وَلَا يهابون سُلْطَانا
(فَيكون طورا مشرقا للمشرق الْأَقْصَى ... وطورا مغربا للمغرب)