قَالَ القَاضِي فَأَنا أعتقد وَلَاء أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه تفضيله على كل الْمُسلمين من غير طعن على السّلف الرَّاشِدين وَهَذَا فِي الْأُصُول اعتقادي وعَلى مَذْهَب الشَّافِعِي فِي الْفُرُوع اعتمادي
فَأخذ اللص فِي رد مَذْهَب الرَّفْض وَجَرت بَينهمَا فِي ذَلِك مناظرة طَوِيلَة رويناها بِهَذَا الْإِسْنَاد انْقَطع فِيهَا القَاضِي وَقَالَ بعد أَن نزع الْخَاتم ليسلمه إِلَيْهِ خُذ يَا فَقِيه يَا مُتَكَلم يَا أصولي يَا شَاعِر يَا لص
وخشية الْمَمْلُوك من سَارِق الْمعَانِي على بَنَات فكره مثل خَشيته من سَارِق الْبَين على ثِيَاب صبره وكلا الخشيتين فَوق خشيَة هَذَا القَاضِي على ثِيَاب بدنه من هَذَا السَّارِق ومكره أما بَنَات الأفكار فقد رَأَيْت من يَجْعَلهَا حدودا وَينزل الْبَاطِل على أوكارها وَلَا يخَاف قَول الْحق على زهقه صعُودًا وَيقطع الْقلب فَكيف بِالْيَدِ وَالرجل ثملا يَقُول قولا سديدا
وَأما ثِيَاب الصَّبْر فقد مزقها فراقكم الَّذِي جرى مِنْهُ على الْمَمْلُوك مَا لَا يجْرِي على السَّمَاء من أَرض مصر إِذا انْعَقَد غبارها وارتفع إِلَيْهَا من أصوات أبْغض الْعَجم ناطقا وَهُوَ الذئاب جؤارها وَصعد إِلَيْهَا مِمَّا يجْرِي بَين لابتيها على أَلْسِنَة الْمَلَائِكَة أَخْبَارهَا وَلَا على الأَرْض من السَّمَاء فِي الشَّام من الأمطار الَّتِي ظلت بهَا الحجرات وَاقعَة وتلت الألسن عِنْد قرعها {القارعة مَا القارعة} وأصابت إِلَّا أَنَّهَا على كل حَال رَحْمَة أَهلا جَمِيعًا وَإِن ظنُّوا أَن حصونهم مانعه
وَكَأَنِّي بمولانا يَقُول إِنِّي عرضت بِمصْر فأعارضه بِمَا قلته فِي الشَّام وَأبين لمولانا الإِمَام أَنه لَيْسَ لكلامي بذلك إِلْمَام وَكَيف أعرض بالبحر الصَّرِيح والفلك تجْرِي