وَقَالَ الْجَمَاعَة كلهم هُوَ أَبوهُ يَا سَيِّدي الْآن عرفنَا فَإِن أَبَاهُ قتل وَهُوَ شَاب وَقَالَ أَيْضا فيهم شيخ طَوِيل يَقُول أَنا أعرف بِابْن الطَّحَّان مت مُنْذُ أَرْبَعمِائَة سنة فَقَالَ الْجَمَاعَة عندنَا أَمْلَاك تعرف بأملاك بني الطَّحَّان إِلَى الْآن

وَسمعت الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ أبي طَالب البطائحي فَقَالَ قصدت زِيَارَة الشَّيْخ فصحبت فِي طريقي أَقْوَامًا فتحدثوا فِي الْخمر ومجالسته وآلته فَلَمَّا دخلت على الشَّيْخ قَالَ مَا هَذِه الْحَالة قلت مَا هِيَ يَا سَيِّدي قَالَ بَين يَديك خمر وآلته فَقلت يَا سَيِّدي صَحِبت أَقْوَامًا فتحدثوا فِي الْخمر فأثر عَليّ مَا قلت قَالَ صدقت يَا بني صَاحب الأخيار وجانب الأشرار مَا اسْتَطَعْت فَإِن صحبتهم عَار فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة

قلت هَذَا بعض مَا ذكره جَامع المناقب ثمَّ عقد بعده فصولا لما كَانَ عَلَيْهِ هَذَا الشَّيْخ الْجَلِيل من المجاهدة وَالْعَمَل الدَّائِم ولفرائد كَلَامه وفوائده ولاطراحه للتكلف وتواضعه ورأفته ورقته

ثمَّ ذكر أَنه توفّي يَوْم الْأَحَد سلخ رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة بقرية يُقَال لَهَا علم بِالْقربِ من حلب وَدفن هُنَاكَ فِي تَابُوت لأجل النقلَة فَإِنَّهُ أوصِي بذلك وَقَالَ أَنا لَا بُد أَن أنقل إِلَى الأَرْض المقدسة وَكَانَ كَمَا قَالَ فَإِنَّهُ نقل بعد مَوته باثنتي عشرَة سنة إِلَى جبل قاسيون وَدفن بالزاوية الْمَعْرُوفَة بهم وَقد زرت قَبره مَرَّات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015