وَحجَّة على من عِنْد عَن طَاعَته وألحد فِي دينه {ليهلك من هلك عَن بَيِّنَة وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة} فَلهُ الْحَمد لَا إِلَه إِلَّا هُوَ ذُو الْحجَّة الْبَالِغَة والعز القاهر والطول الباهر وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد نَبِي الرَّحْمَة وَرَسُول الْهدى وَعَلِيهِ وعَلى آله الطاهرين السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته

وَإِن مِمَّا أدركناه عيَانًا وشاهدناه فِي زَمَاننَا وأحطنا علما بِهِ فزادنا يَقِينا فِي ديننَا وَتَصْدِيقًا لما جَاءَ بِهِ نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودعا إِلَيْهِ من الْحق فَرغب فِيهِ من الْجِهَاد من فَضِيلَة الشُّهَدَاء وَبلغ عَن الله عز وَجل فيهم إِذْ يَقُول جلّ ثَنَاؤُهُ {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ فرحين} أَنِّي وَردت فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ مَدِينَة من مَدَائِن خوارزم تدعى هزاراسب وَهِي فِي غربي وَادي جيحون وَمِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة الْعُظْمَى مَسَافَة نصف يَوْم فخبرت أَن بهَا امْرَأَة من نسَاء الشُّهَدَاء رَأَتْ رُؤْيا كَأَنَّهَا أطعمت فِي منامها شَيْئا فَهِيَ لَا تَأْكُل شَيْئا وَلَا تشرب شَيْئا مُنْذُ عهد أبي الْعَبَّاس بن طَاهِر وَالِي خُرَاسَان وَكَانَ توفّي قبل ذَلِك بثمان سِنِين رَضِي الله عَنهُ ثمَّ مَرَرْت بِتِلْكَ الْمَدِينَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ فرأيتها وحدثتني بحديثها فَلم أستقص عَلَيْهَا لحداثة سني ثمَّ إِنِّي عدت إِلَى خوارزم فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ فرأيتها بَاقِيَة وَوجدت حَدِيثهَا شَائِعا مستفيضا وَهَذِه الْمَدِينَة على مدرجة القوافل وَكَانَ الْكثير مِمَّن نزلها إِذا بَلغهُمْ قصَّتهَا أَحبُّوا أَن ينْظرُوا إِلَيْهَا فَلَا يسْأَلُون عَنْهَا رجلا وَلَا امْرَأَة وَلَا غُلَاما إِلَّا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015