وَقيل لَهُ لما قدمهَا كَيفَ تركت الأَرْض المقدسة فَقَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول تحول إِلَى وَاسِط لتَمُوت بهَا وتدفن عِنْد والدك
توفّي فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة
أخبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قَالَ حكى لنا صاحبنا ابْن يُونُس الوَاسِطِيّ الْمقري أَن الشَّيْخ عز الدّين أظهر أَنه يُرِيد سفرا وَطلب الْأَصْحَاب وَبَقِي يَقُول قد عرض لنا سفر فاجعلونا فِي حل فيتعجبون وَقَالَ لَهُم أُرِيد السّفر إِلَى شيراز يَوْم الثُّلَاثَاء وأظنني أَمُوت ذَلِك الْيَوْم فَمَاتَ يَوْمئِذٍ
وَأخْبرنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظ إِذْنا خَاصّا أَن عَلَاء الدّين الْكِنْدِيّ ذكر لَهُ أَن الشَّيْخ عز الدّين الفاروثي شَاهد بالعراق رجلا مكث سِنِين لَا يَأْكُل وَلَا يشرب
قَالَ شَيخنَا أَبُو عبد الله وَقد حَدثنِي عدد أَثِق بهم أَن امْرَأَة كَانَت بالأندلس بقيت نَحوا من عشْرين سنة لَا تَأْكُل شَيْئا وأمرها مَشْهُور
ذكر شَيخنَا ذَلِك فِي تَرْجَمَة أبي الْعَبَّاس عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى الطهماني اللّغَوِيّ وَقد أورد مَا ذكره الْحَاكِم أَبُو عبد الله الْحَافِظ فِي تَارِيخ نيسابور من أَنه سمع أَبَا زَكَرِيَّا الْعَنْبَري يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس فَذكر قصَّة الْمَرْأَة الَّتِي لَا تَأْكُل وَلَا تشرب
قلت وَأَنا مورد هَذِه الْقِصَّة لغرابتها من تَارِيخ الْحَاكِم وَآت بهَا على الصُّورَة الَّتِي ذكرهَا فَأَقُول قَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا زَكَرِيَّاء يحيى بن مُحَمَّد الْعَنْبَري يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى الطهماني الْمروزِي يَقُول إِن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يظْهر إِذا شَاءَ مَا شَاءَ من الْآيَات والعبر فِي بريته فيزيد الْإِسْلَام بهَا عزا وَقُوَّة وَيُؤَيّد مَا أنزل من الْهدى والبينات وينشر أَعْلَام النُّبُوَّة ويوضح دَلَائِل الرسَالَة ويوثق عرى الْإِسْلَام وَيثبت حقائق الْإِيمَان منا مِنْهُ على أوليائه وَزِيَادَة فِي الْبُرْهَان بهم