ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ انْظُرْ وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهًا قَطُّ وَهَلْ تَدْرِي مَنِ الْفَقِيهُ؟ الْفَقِيهُ: الْوَرِعُ الزَّاهِدُ الْمُقِيمُ عَلَى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي لا يَسْخَرُ من أَسْفَلَ مِنْهُ وَلا يَهْزَأُ بِمَنْ فَوْقَهُ وَلا يَأْخُذُ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَهُ اللَّهُ حُطَامًا.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْكَاذِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْن أَحْمَد بن حنبل قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: الْفَقِيهُ الْمُجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ وَالزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الْمُقِيمُ عَلَى سُنَّةِ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وبه قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَارَةَ حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ خَطِيبُ جَامِعِ الْمَنْصُورِ حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ سمعت أَيُّوبَ سمعت الْحَسَنَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا قَطُّ يُدَارِي وَلا يُمَارِي إِنَّمَا يَنْشُرُ حِكْمَتَهُ فَإِنْ قبلت حمد اللَّه وإن ردت حَمِدَ اللَّهَ.
قَالَ: وسمعت الحسن يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا قَطُّ إنما الفقيه الزاهد فِي الدنيا الراغب فِي الآخرة الدائب عَلَى العبادة المتمسك بالسنة.
وبه قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الصَّائِغُ قَالَ: سمعت الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ قَالَ: إِنَّمَا الْفَقِيهُ الَّذِي أَنْطَقَتْهُ الْخَشْيَةُ وَأَسْكَتَتْهُ الْخَشْيَةُ إِنْ قَالَ قَالَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِنِ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَقَفَ عِنْدَهُ وَرَدَّهُ إِلَى عَالِمِهِ.
قلت أنا: هذا والله المحمود صفة إمامنا أَحْمَد ومن سلك طريقه وقليل ما هم فيا ويح من يدعي مذهبه ويتحلى بالفتوى عَنْهُ وهو سلم لمن حاربه عون لمن خالفه اللَّه المستعان عَلَى وحشة هَذَا الزمان.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مخلد حدثنا المروذي حدثني بْنُ مُسْلِمٍ سُئِلَ ابْنَ الْمُبَارَكِ: هَلْ لِلْعُلَمَاءِ عَلامَةٌ يُعْرَفُونَ بِهَا؟ قَالَ: عَلامَةٌ الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَاسْتَقَلَّ كَثِيرَ الْعَمَلِ مِنْ نَفْسِهِ وَرَغِبَ فِي عِلْمِ غَيْرِهِ وَقَبِلَ الْحَقَّ مِنْ كُلِّ مَنْ أَتَاهُ بِهِ وَأَخَذَ الْعِلْمَ حَيْثُ وَجَدَهُ فَهَذِهِ عَلامَةُ الْعَالِمِ وَصِفَتُهُ.