طبقات الحنابله (صفحة 689)

وكان بيدنا نسخة أخرى جديدة الكتب تكرم به السلفي الصالح الشيخ محمد نصيف الناشر لعلم السلف قد اتخذناها مسودة لأن كاتبها العصري تركي لا يفقه في العلم شيئاً حتى كان يحرف البديهيات.

وكان الفراغ من طبعه في ختام شهر شوال سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف من هجرة رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بمطبعة السنة المحمدية وقد حرصت على إبرازها على أدق ما أمكنني من التحقيق والتصحيح.

وهذه الطبقات تعطي صورة لما كان عليه تفكير الناس في هذا العصر الذي يعتبر من أول عصور الانحلال في المسلمين بسبب ما غلب عليهم من التقليد والعصبية المذهبية وما شاع فيهم من أوهام الصوفية حتى كان من أبرز ما يعتمدون عليه المنامات والرؤى والأخبار التي يتلقفونها من أفواه العامة وأشباههم بدون تحقيق ولا تمحيص ذلك أن رؤوسهم لم تكن بالقوة والاتزان الذي كان عند الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ولا عند جهابذة المحققين من المتأخرين أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم رحمهما الله فلقد كان لذلك الضعف في التفكير ولهذا التقليد والعصبية المذهبية آثار ستلمسها في ثنايا هذه الطبقات إذا حرصت على الاستمساك بالميزان العادل من كتاب الله وسننه الكونية وهدى رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وفقنا الله وإياك لذلك وغفر لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وطهر قلوبنا من كل غل على أحد من المؤمنين الحاضرين والسابقين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015