طبقات الحنابله (صفحة 557)

بلغنا أنك حكيت فضيلة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ليلة المعراج وقوله فِي الخبر: " وضع يده بين كتفي فوجد بردها وذكر الحديث ".

فَقَالَ لي: هَذَا إيمان ونية لأنه أريد مني روايته وله عندي معنى غير الظاهر قَالَ: وأنا لا أقول مسه.

فقلت لَهُ: وكذا تقول فِي آدم لما خلقه بيده؟ قَالَ: كذا أقول. إن اللَّه عز وجل لا يمس الأشياء.

فقلت لَهُ: سويت بين آدم وسواه فأسقطت فضيلته وقد قَالَ اللَّه تعالى يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قُلْتُ لَهُ: هَذَا رويته لأنه أريد منك عَلَى رغمك وله عندك معنى غير ظاهره وإلا سلمت الأحاديث الَّتِي جاءت فِي الصفات ويكون لها معاني غير ظاهرها أو ترد جميعها؟.

فَقَالَ لي: مثل أي شيء؟ فقلت لَهُ: مثل الأصابع والساق والرجل والسمع والبصر وجميع الصفات الَّتِي جاءت فِي الأخبار الصحاح حتى إِذَا سلمتها كلمناك عَلَى ما ادعيته من معانيها الَّتِي هِيَ غير ظاهرها؟.

فَقَالَ لي منكرا لقولي: من يقول رجل؟.

فقلت: أَبُو هريرة عَنِ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: من عن أَبِي هريرة؟ فقلت: همام فَقَالَ: من عن همام؟ فقلت: معمر فَقَالَ: من عن معمر؟ فقلت: عبد الرزاق فَقَالَ لي: من عن عبد الرزاق؟ فقلت لَهُ: أَحْمَد بن حنبل فقال لي: عبد الرزاق كَانَ رافضيا.

فقلت لَهُ: من ذكر هَذَا عن عبد الرزاق؟ فَقَالَ لي: يحيى بْن معين.

فقلت لَهُ: هَذَا تخرص عَلَى يحيى إنما قَالَ يحيى: كَانَ يتشيع ولم يقل رافضيا فَقَالَ لي: الأعرج عن أَبِي هريرة: بخلاف ما قاله همام.

قُلْتُ لَهُ: كيف؟ قَالَ: لأن الأعرج قَالَ: " يضع قدمه ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015